باريس، بكين، لندن، اوتاوا، أنقرة، طهران - أ ف ب، رويترز - قدمت كندا "دعمها الكامل" لعمليات القصف الاميركية - البريطانية لأهداف في ضواحي بغداد. وقال الناطق باسم الوزارة رينالد ديويرون ان "كندا لم تبلغ مسبقاً" بالقرار الذي اتخذه الرئيس بوش. واكد ان بلاده "تقدم دعمها التام للتدابير المتخذة وتدعم، منذ فرض عقوبات على العراق، الخطوات الضرورية للتأكد من ان قوات نظام صدام حسين لن تستطيع استئناف اعتداءاتها ضد الشيعة والاكراد". وانتقدت فرنسا امس الغارات، معتبرة انها تزيد صعوبة البحث عن حل للمشكلة العراقية. وفي ثاني بيان يصدر خلال أقل من أربع وعشرين ساعة ويتسم بلهجة أكثر تشدداً من الأول اعتبرت الخارجية الفرنسية ان "هذه العمليات تتسب في استمرار التوتر الذي يعيق التوصل الى حل للمشكلة العراقية". وذكرت الوزارة ان باريس كثيراً ما ابدت "استغرابها" و"قلقها من الضربات الجوية المتكررة". وكان الناطق باسم الخارجية فرانسوا ريفاسو أعلن في بيان مقتضب ان الغارات "تثير تساؤلات، ونحن في انتظار تفسير من الادارة الاميركية". وايدت الصحف اليمينية البريطانية الغارات بقوة معتبرة ان ادارة بوش تظهر قوة تصميمها على التصدي لصدام حسين. ونشرت صحيفة "ذي صن" ان الرئيس الاميركي كان محقا في شن هذه الهجمات وانه تصرف "كأحد أفضل الرؤساء واسلوبه يثير اعجابنا". واشارت الصحيفة المشهورة بتطرفها اليميني الى ان "الطغاة امثال الرئيس العراقي صدام حسين في حاجة الى من يقف في وجههم" معربة عن الاسف لان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب "لم يكمل العمل الذي بدأه في نهاية حرب الخليج" سنة 1991. واعتبرت "الديلي تلغراف" "الضربات بمثابة الرعد في سماء صافية ارسلت اشارة قوية الى عزم الرئيس جورج دبليو بوش على انجاز عملية تقويض نظام صدام حسين التي بدأها والده منذ عشر سنوات". ورأت صحيفة "ذي انديبندنت" المستقلة ان الهجمات "أولى الاشارات على تصميم بوش على مواجهة صدام حسين". واعتبرت "ذي غارديان" ان "حرب الاعصاب ضد النظام العراقي قد تصبح واحدة من اهم الاختبارات لسياسة بوش الخارجية". لكن توني بن العضو اليساري في حزب العمال قال: "ان الغارات انتهاك للقانون الدولي، ويمكن وصفها بالعمل الارهابي". وتابع ان منطقتي الحظر الجوي في العراق لم يصرح بهما مجلس الامن، وان القوات الجوية البريطانية والاميركية لا تتمتع بأي حق قانوني في تنفيذ عمليات هناك. اما بكين فدانت الغارات معلنة انها تمثل انتهاكاً لسيادة العراق. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة "شينخوا" عن جو بانجزاو الناطق باسم وزارة الخارجية قوله: "نحن ندين الغارات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق ونعبر عن اسفنا الشديد لمقتل واصابة مدنيين ابرياء نتيجة هذا العمل". واضاف جو: "ان القصف سيضر بجهود المجتمع الدولي لحل المشكلة العراقية". ودعا واشنطنولندن الى وقف عملياتهما فوراً. دعا رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد الادارة الاميركية الى التشاور مع أنقرة في المسألة العراقية في أقرب فرصة، مؤكداً قلق بلاده من التصعيد العسكري. وأضاف أجاويد ان عدم الاستقرار في العراق يؤثر في تركيا، ونفى كذلك ان تكون الطائرات التي شاركت في الهجوم انطلقت من قاعدة انجيرليك، مؤكداً انه لا يمكن للطائرات الاميركية الموجودة في تلك القاعدة الانطلاق للاغارة على بغداد من دون الحصول على اذن أنقرة. ووصف وزير الخارجية اسماعيل جيم الوضع في العراق بأنه خطير. وقال: "نأمل بأن لا تتكرر هذه الغارات مرة أخرى". ودعا الى حل سياسي للمسألة العراقية. في غضون ذلك، تظاهر المئات من أعضاء حزب العمال اليساري امام السفارة الاميركية احتجاجاً على الغارات التي تزامنت مع وجود وفد برلماني تركي من 12 نائباً في بغداد في زيارة رسمية، في اطار تعزيز العلاقات التركية - العراقية. ونددت الاذاعة الايرانية الرسمية ب"الهجمات العنيفة للطيران الاميركي" واعتبرت انها "تدل على نزعة مغامرة" لدى بوش. وأضافت الاذاعة ان "بوش يسعى بذلك الى اثبات حزمه ازاء صدام حسين". وتابعت في اشارة الى المواجهة في الأراضي الفلسطينية ان "هذا الهجوم المفاجئ يضاف الى العنف المتصاعد في الشرق الأوسط".