حققت فضائية أبو ظبي سبقاً اعلامياً حين دخلت كاميراتها سجن الخيام الذي كانت اسرائيل اقامته في الجنوب اللبناني المحتل، على الأسس النازية لتدمير نفسية أبناء المقاومة الشعبية اللبنانية وقدراتها. ونجح محمد سعيد الذي أعد وقدم الحلقة في نقل مختلف الأحاسيس الانسانية عبر الصورة الصامتة ومن خلال التعليق. وعزز ذلك بحكايات ضيوفه من المعتقلين القدامى الأحياء الذين عاشوا بين جدران هذا السجن أسوأ أيامهم. هذه الحلقة الخاصة وثيقة ادانة دامغة تحمل في طياتها كل عناصر محاكمة اسرائيل التي تدعي الديموقراطية ويسعى نظامها العنصري الى ان يجد له مكاناً متحضراً بين دول الشرق الأوسط. وعززت الصور المنقولة ذكريات السجناء والمعتقلين الدامية من ضيق الحجرات، الى التكدس البشري داخلها، الى ترك النفايات الانسانية أياماً فيها، ما أصاب الجميع بالكثير من الأمراض المزمنة، أقلها ضرراً الربو وحساسية الصدر. ذكرتنا الحلقة بعدد المطالبات الدولية لحكومات اسرائيل المتعاقبة بفتح أبواب سجن الخيام أمام منظمات حقوق الانسان الدولية للتفتيش. احدى الغرف التي لا تزيد مساحتها على 60 سم في 60 سم، وارتفاع سقفها على 80 سم، كان يوضع فيها السجين المغضوب عليه مقيداً من يديه ورجليه مدة لا تقل عن 8 ساعات. وفي يوم من الأيام نسيت ادارة السجن واحداً من شباب المقاومة الأبطال داخل هذا الكهف غير الآدمي، وعندما فتحوا الباب ليخرجوه بعد 12 ساعة وجدوه ميتاً!! وعلى لسان المصابين بالأمراض وبعض العاهات ممن نجوا من هذه الجريمة البشعة التي تحاول اسرائيل طمس معالمها هناك سجون مشابهة في عسقلان وبئر سبع. نتمنى أن توزع فضائية أبو ظبي نسخاً من هذه الحلقة على منظمات حقوق الانسان العربية لترسلها بدورها الى الهيئات الدولية التي تناضل في الميدان نفسه بعد ترجمتها الى اللغات العالمية المتعارف عليها، كي تكون سنداً داخل ملف ادانة اسرائيل عالمياً. فهل نرى قريباً صدى لهذا النداء؟! فضائية سورية ورحلة أوروبية الى بيت لحم سجلت فضائية سورية رحلة مجموعة من مسيحيي شمال أوروبا الذين ساروا على الأقدام وركبوا ظهور الجمال من أجل الوصول الى كنيسة بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام، في توقيت مولده نفسه قبل ألفي عام. والى نقل الصورة كما وقعت خلال أيام الرحلة وما عكسته من تعب وارهاق واصرار على مواصلة الطريق الى نهايته، تابع المشاهدون حواراً هادئاً ليس فيه انفعال بين أفرادها الذين وصفوا عملهم هذا بأنه رحلة روحانية في جانب، ومحاولة للفت الأنظار الى ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات على الشعب الفلسطيني من جانب آخر. وهم وان كانوا ألمحوا الى علاقة الصداقة القديمة التي تربط بين المسلم والمسيحي بالذات فوق الأراضي العربية التي مروا بها من شمال سورية الى جنوبها، ثم شمال الأردن ومنه الى أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، لم يتطرقوا الى وسائل انعاش هذه الصداقة وتعزيزها وفق النظرة الراهنة الى الأمور المعقدة التي تشغل العالمين الاسلامي والمسحيي، ولم يفتح البرنامج أمامهم المجال لتحديد أبعاد المسؤولية الملقاة على عاتقهم بعد عودتهم من رحلتهم الروحانية هذه! ومن الزاوية نفسها نقول انهم، وان كانوا دانوا احتلال اسرائيل الأماكن المسيحية المقدسة داخل اراضي فلسطين وأكدوا في شكل مباشر عمق ايمانهم بأن "الرب سيتدخل في نهاية الأمر لنصرة الشعب الفلسطيني لأن المسيح كان رجل سلام"، لم يتناولوا خطواتهم التالية بعد عودتهم الى بلادهم من هذه الرحلة لنصرة أبناء هذا الشعب الذي يناضل من أجل حريته، واكتفوا بأن قالوا ان من سيرى الشريط المسجل لهذه الرحلة "سيعرف مدى تمسك شعوب هذه المنطقة العربية بالسلام".