قالت مصادر سياسية مطلعة ل "الحياة" إن القاهرة تدرس حالياً طرح اسم وزير الخارجية السيد عمرو موسى لمنصب الأمين العام للجامعة خلال السنوات الخمس المقبلة خلفاً للأمين العام الحالي الدكتور عصمت عبد المجيد الذي أمضى عشر سنوات في المنصب. ونفت مصادر سياسية عربية في القاهرة ما تردد عن ترشيح رئيس الوزراء اللبناني السابق الدكتور سليم الحص ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل للمنصب. ورجحت هذه المصادر التي تحدثت إلى "الحياة" حصول اجماع على المرشح الذي ستطرح مصر اسمه خلال أيام. وأكدت أن اختيار الأمين العام لن يصل الى مرحلة التصويت وإنما سيخضع لتفاهمات عميقة ما يؤدي إلى حسم الموضوع قبل قمة عمان في آذار مارس المقبل. وقالت إنه لا يوجد رسمياً مرشحون للمنصب، حتى الآن، وأن إعلان اسم رئيس الوزراء اليمني الاسبق السيد محسن العيني جاء في الصحف، اذ لم يتقدم اليمن بترشيح رسمي، كما لم تبدأ صنعاء حملة لكسب التأييد للعيني. وسألت "الحياة" أمناء مساعدين للجامعة ومندوبين دائمين فنفوا ورود أي انباء أو اتصالات بشأن ترشيحات للمنصب، وأكدوا أن الأمر يبقى تكهنات، وكشفوا أنهم كانوا يعتقدون، حتى إعلان الرئيس المصري حسني مبارك مساء أول من أمس أن القاهرة ستطرح اسم مرشحها، أن التجديد للأمين العام الحالي سيحصل أوتوماتيكياً، أو يمدد له لمدة عام أو عامين. واستغرب مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة تأخير مصر طرح اسم مرشحها ما فتح المجال لتأويلات وتكهنات. وأكد أن القاهرة كان يمكنها حسم "المعركة" مبكراً "بطرح ما تريده ويمر الأمر بسهولة ويسر"، معرباً عن اعتقاده بأن المسألة بحاجة الآن إلى حملة لدعم المرشح المصري. ومن جهته نفى موسى ما يتردد عن وجود "معركة" بين الدول العربية بشأن الترشيح لمنصب الأمين العام الجديد للجامعة. وقال في تصريحات صحافية إن مصر "لا ترى أن هناك معركة"، مشيراً إلى "أن مثل هذه الأمور تتم بالتفاهم والتنسيق بين قادة الدول العربية ولا تتم بالإعلان أو الإعلام". وأعرب موسى عن قناعته بأن "الجو العربي العام أفضل حالياً، وهذا يساعد على اختيار شخصية يجمع عليها الكل بالنسبة للأمين العام المقبل سواء بالتمديد للأمين العام الحالي أو باختيار أمين عام آخر". ونفى موسى علمه باسماء مرشحة لهذا المنصب، وقال: "لا أعلم ولا أتدخل في هذا الأمر ولا يمكنني أن أعطي رأياً في هذا الموضوع الآن قبل أن يتم تفاهم عربي عام علىه". وأوضح أن مصر ستطرح اسم مرشحها "ليس بوصفها دولة المقر، إنما من منطلق نظرة مستقبلية الى العمل العربي في عهد جديد وفي إطار علاقات عربية جديدة وفي اطار قمة دورية تعقد كل عام واجتماعات وزارية شهرية، وهذا يتطلب منحى متطوراً للعمل العربي يتماشى مع كل الظروف العربية والاقليمية والدولية". وأكد موسى أنه لا يستبعد أي اسم ولا يرشح اسماً معيناً إلى أن يعلن مبارك اسم المرشح المصري. ولاحظ موسى ضرورة "تفعيل" دور الجامعة العربية في ظل ما وصفه ب "التنسيق العربي المستمر والمتنامي"، وأعرب عن التقدير الكبير الذي يلقاه شخص عبد المجيد الأمين الحالي للجامعة ودوره الذي قام به خلال السنوات العشر الماضية.