تزايدت حدة المنافسة بين الدول العربية على شغل منصب الأمين العام الذي سيخلو رسميا في 25 مايو المقبل، بانتهاء الفترة الثانية للأمين العام الحالي عمرو موسى. وثارت التكهنات حول من سيفوز بهذا المنصب، وهل ستكون هذه الدورة بمثابة تكريس للعرف السائد منذ ستين عاما بأن يكون الأمين العام من دولة المقر في ظل وجود رغبة مصرية للاحتفاظ بالمنصب، أم سيتم كسر هذا العرف فى القمة العربية المقبلة ببغداد؟ وكان عضو ائتلاف دولة القانون بالعراق محمد الصيهود أعلن ترشيح زعيم القائمة "العراقية" إياد علاوي للمنصب، باعتباره شخصية وطنية قادرة على أن تؤدي دورا فاعلا في الجامعة العربية وأنه سيحسن علاقات العراق بالدول العربية ومع ما يخدم الجامعة العربية وتوجهاتها. غير أن مندوب العراق بالجامعة العربية قيس العزاوي قال ل"الوطن" إنه لم يُبلغ بأي شيء رسمي بهذا الصدد، بعد ما كان أعلن في وقت سابق أن بلاده تؤيد بقاء المنصب مصريا. وبدأت قطر حملة اتصالات ومشاورات للوقوف على موقف الدول العربية من ترشيح مرشح لها لمنصب الأمين العام ، ولكنها لم تتقدم بمرشح رسمي، لكنها تقوم باستكشاف الموقف العربي، وتطويره إذا اقتضت الضرورة ذلك، ولم تقدم مصر بعد بديلا لمرشحها الحالي مفيد شهاب. وقال مصدر دبلوماسى قطري طلب عدم ذكر اسمه ل"الوطن" إن بلاده ربما تطرح اسم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية لهذا المنصب. وأكد مندوب مصر لدى الجامعة العربية السفير عفيفى عبدالوهاب ل " الوطن " أن المنصب سيكون مصريا ، ولن يكون فى مهب الريح ، وأن هناك نوعا من الإجماع العربي على أن تحتفظ مصر بهذا المنصب. وقال إن "معظم المندوبين الدائمين العرب لدى الجامعة العربية يرون أن مصر تستحق الوقوف بجانبها فى ظل الظروف والتطورات الأخيرة ". وأشار إلى أن الأمانة العامة للجامعة أرسلت مذكرة لكافة المندوبيات لإخطارها بخلو المنصب اعتبارا من 15 مايو. وأضاف " نحترم رغبة أية دولة من الدول العربية الراغبة في شغل المنصب، فهو حق لأية دولة ". وأردف " ووفقا لما أعلنته بعض الدول العربية ، بأنه في حالة تقديم مصر مرشحا محددا ستسحب الدول العربية ترشيحها". وأفاد فى رده على سؤال حول طرح مصر لاسم الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية السابق " لا توجد دولة عربية حتى الآن أخطرت الأمانة بمرشحها بشكل رسمي ، بما في ذلك مصر" ، وأضاف " ننتظر ما سيتم اتخاذه من قبل متخذي القرار". وتقول مصادر مصرية إن لدى القاهرة عدة أسماء بديلة لشهاب الذي يعتبر مرشح النظام السابق، من بينها وزير الخارجية الحالي الدكتور نبيل العربي الذي يتمتع بالسمعة الطيبة والشخصية القوية والتاريخ الدبلوماسى الطويل .