ما زال نبيل خوري الصحافي المعروف والأديب يرقد في حالة "اللاوعي" ينتظر وننتظر نحن، محبيه وأصدقاءه، رحمة من الله تشفيه حتى يعود الينا ويملأ جلساتنا حكايات عن ذلك الزمن الجميل الذي نفتقده... زمن شارع الحمراء ورأس بيروت، والزيتونة... زمن عمالقة الصحافة في بيروت والقاهرة... في ذلك الزمن الجميل لم يكن الصحافي موظفاً ينتظر راتب آخر الشهر... أو عضواً في نقابة يبحث عن شقة أو عن زيادة في التأمينات. كان الصحافي في ذلك الزمن رجل مجتمع ورجل سياسة. وكان من الممكن أن تطيح مقالته بسياسي بارز، وكان من الممكن أيضاً أن يطيح تحقيق له بوزير أو برئيس حكومة. الصحافي في ذلك الزمن كان يملأ نهار الناس بمقالاته وأخباره، ويملأ ليل المجتمع بحكاياته وسهراته. في ذلك الزمن كان هناك وسط صحافي يتقرب منه اهل السياسة، ويتمنى دخوله أهل الفن. في ذلك الزمن الجميل كان الصحافي أديباً وشاعراً وفناناً يحرص على صداقته أهل السياسة ويلتقي عنده أهل الفن. نبيل خوري كان من ذلك الزمن الجميل الذي كان له رواده مثل محمد التابعي وكامل الشناوي وعلي أمين واحسان عبدالقدوس وصلاح جاهين وسواهم في مصر... وسعيد فريحة وزهير عسيران وسليم اللوزي ورياض طه، ومن بعدهم هشام أبو ظهر وغسان تويني وسليم نصار ورياض الريس في لبنان... هؤلاء، ونبيل خوري منهم، لم يكونوا رواد الصحافة والكلمة المكتوبة فقط بل كانوا رواد حركة صحافية أدبية فنية فهم اختلطوا بالسياسة مثلما اختلطت هي بهم. نحن نعلم ان الذي مضى لا يعود، ولكن دعونا نتذكر الماضي الجميل لعلنا نضيء الطريق لزمننا الحاضر الحافل بالإحباط والخيبة... نتذكر حكايات رواد الصحافة في ذلك الزمن الجميل من أجل صحافي زماننا الحالي... ومن أجل ذلك ندعو الله ان يشفي برحمته وبقدرته نبيل خوري لأنه واحد من علامات زمننا الجميل.