غزة - رويترز - وعد الرئيس ياسر عرفات امس باعطاء عدوه القديم ارييل شارون فرصة لاثبات ان كان يريد السلام الآن. وقال في مقابلة مع وكالة "رويترز" باللغة الانكليزية: "علينا ان ننتظر ونرى... سنحكم عليه في ضوء السياسات التي ينتهجها كرئيس للوزراء ومع من سيشكل حكومة". وأحجم عرفات عن كشف مشاعره ازاء شارون الذي دبر غزواً دامياً للبنان عام 1982 استهدف تدمير منظمة التحرير الفلسطينية. وخلال الغزو قتلت ميليشيات لبنانية متحالفة مع اسرائيل مئات الفلسطينيين في مخيمي صابرا وشاتيلا بعد اجلاء مقاتلي عرفات من بيروت. وخلص تحقيق اسرائيلي الى ان شارون هو المسؤول بشكل غير مباشر عن المذبحة. وقال عرفات: "لا اريد ان اتحدث عن هذا، لكنه في فكري. ومن دون شك فهو في فكره وفي فكري". وسئل عرفات هل يخشى التعامل مع شارون فقال: "انتم تعرفونني... هل تعتقدون انني خفت ابدا؟ لدي برنامج قوي جداً الا وهو شعبي الفلسطيني وانني فخور به". وعلى رغم ذلك، قال مساعدون لعرفات انه يخشى من احتمال ان تزيد سياسات شارون من حدة التوتر وتؤدي الى مزيد من اراقة الدماء. وقال مصدر قريب من عرفات ان "شارون قادر على اي شيء. قد يشكل فرق اعدام لاغتيال الزعماء الفلسطينيين او لاعادة احتلال الاراضي الفلسطينية". وقال عرفات: "هل يمكنني التحدث معه. لقد تحدثت مع ايهود باراك الذي جاء لاغتيالي في بيروت عام 1973 عندما قتل ابو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان". واضاف عرفات ان شارون "حاول قتلي 13 مرة" خلال حصار بيروت عام 1982 عندما كان يتحرك باستمرار للهروب من الطائرات الاسرائيلية التي قصفت مباني اعتقادا منها انه بداخلها. واضاف: "كنت اعيش داخل مخيمي صابرا وشاتيلا للاجئين حينئذ وكان حولي الجيش ... لكن الآن لا ننسى اننا اجرينا محادثات مع شارون في واي"، في اشارة الى محادثات السلام التي جرت برعاية واشنطن في واي ريفر في ماريلاند عام 1998 عندما كان شارون وزيرا للخارجية. وقال مسؤولون فلسطينيون ان عرفات وشارون لم يلتقيا بمفردهما في واي ريفر. وفي احدى المناسبات وجدا نفسيهما بمفردهما في قاعة وقضيا نصف ساعة في صمت تام من دون ان ينظر احدهما الى الآخر. لكن عرفات قال: "سأتعامل مع اي شخص ينتخبه الشعب الاسرائيلي... انني رجل يحترم وعده، ووقعت على اتفاق اوسلو وسلام الشجعان مع اسحق رابين مع هؤلاء الذين انتخبهم الاسرائيليون. ولا ننسى ان 69 في المئة من الشعب الاسرائيلي يؤيدون عملية السلام". وزاد: "لست قلقاً. حقيقة اننا نواجه ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية، لكن مثلما ترون الشعب يواجه الموقف كله بقوة وشجاعة ولهذا اقول انني فخور به. انني واثق تماما في شعبي". واضاف ان "رسالتي لشعب الانتفاضة هي... الصبر. الجبل لا يمكن ان تهزه الرياح".