قندهار أفغانستان، كويتا باكستان، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلن ناطق قبلي أمس ان زعماء من قبائل البشتون منقسمين في شأن السيطرة على قندهار المعقل السابق لحركة "طالبان" شكلوا مجلس أسياد ليحل خلافاتهم. في حين لاحق مشاة البحرية الأميركية المارينز عناصر الحركة الفارين واشتبكوا معهم. وقال خالد بشتون الناطق باسم زعيم المجاهدين وحاكم قندهار السابق غول آغا الذي استولى على منزل حاكم المدينة أول من أمس: "يوجد مجلس في المدينة الآن يحاول تحديد كيفية السيطرة على الموقف، ويضم حامد قرضاي المعين لرئاسة الحكومة الانتقالية في افغانستان وغول آغا وملا نقيب الله الذي قبلت طالبان الاستسلام له". وقال بشتون في حديث هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية من قندهار: "ملا نقيب الله هناك ايضاً لكن هذا يمثل أكبر عقبة... يجب ان نقنع نقيب الله الآن بالتنحي". وأضاف: "ساد الهدوء الليلة الماضية. كانت المدينة هادئة وآمنة ولم يكن هناك قتال... لدينا هنا كثير من الناس وجميع سكان المدينة كانوا يرقصون في سعادة عند وصولنا". وجرى الاتفاق على تسليم قندهار الخميس الماضي في محادثات بين "طالبان" وقرضاي الذي كان يحشد القبائل لمساندته. ودخل المقاتلون المنتصرون من قبائل البشتون قندهار أول من أمس، لكن تقارير تحدثت عن وقوع اعمال غير مشروعة وبعض الاشتباكات بين المتنافسين الذين يسعون الى تعزيز قواعد قوتهم الجديدة. وقبل دخول المدينة كشف بشتون ان قرضاي اثار ضيق غول اغا، لانه لم يضم فصائل اخرى في المفاوضات مع "طالبان". وتركزت شكواه على تسليم المدينة لملا نقيب الله، وهو من المجاهدين السابقين وحاكم قندهار العسكري السابق، وليس من اعضاء "طالبان". الا ان بشتون قال ان الحاكم السابق رحب بمقاتلين من الحركة انشقوا وانضموا الى جانبه. وقال سكان في قندهار ان قادة الميليشيات المتنافسة من قبائل البشتون اقتسموا اقطاعيات من قندهار بعد فرار عناصر "طالبان". وأوضحوا ان غول اغا يسيطر على المبنى الذي يضم مقر الحاكم ومجلس البلدية. في حين استولى ملا نقيب الله على فريكا، شمال المدينة وتضم منشآت عسكرية رئيسية، بينها بقايا ترسانة "طالبان" العسكرية بما فيها الدبابات والاسلحة الثقيلة. وسيطر الحاج بشار المسؤول الاداري السابق لمدينة قندهار والذي ينتمي لقبيلة نورضاي وهي اكبر قبائل البشتون، على منشآت الشرطة والامن بالمدينة. وقال نور احمد بركضاي وهو من سكان قندهار ويقيم في مدينة كويتا الباكستانية وتحدث الى اصدقاء له في قندهار أمس: "الناس يشعرون بالقلق، ان الموقف في المدينة سيء للغاية ولسنا واثقين مما سيحدث بعد ذلك". وواصلت الولاياتالمتحدة ملاحقة فلول "طالبان" و"القاعدة". وأعلن قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس ان اشتباكات عدة جرت أول من أمس بين جنود البحرية الاميركية وقوات "طالبان" التي كانت تغادر مدينة قندهار. واشار الى ان عدداً كبيراً من مقاتلي الحركة استسلم في قندهار، بيد ان عدداً اخر منهم غادر المدينة بسلاحه، مما ادى الى حصول اشتباكات مع عناصر من المارينز هاجموهم بالمروحيات. وأوضح: "شهدنا استسلام عدد كبير من طالبان داخل قندهار". واضاف: "لا نشعر بعد ان الوضع مستقر داخل المدينة ولا اتوقع ذلك قبل يومين او ثلاثة ايام". ولم يستبعد فرانكس دخول المارينز الى قندهار.