على مسرح "اولمبياد دو كسليك" تعرض فرقة "مسرح القوالين" عملها الجديد "فيزا"، وهو ينتمي الى "الشونسونيه"، من بطولة، بيار شمسيان وأندريه جدع وليلى اسطفان وفادي وكارين شربل. وتشكل هذه المجموعة حلقة متماسكة، قادرة على توظيف مشاهد الواقع في اطار لافت يُحرك البهجة والبسمة في نفس كل من يشاهد "فيزا"، اذ ان المسرحية تتناول الواقع من جوانب مختلفة، وتتعامل مع هذا الواقع على طريقتها الضاحكة. وعلى رغم ان المسرحية تقدم الضحكة للمشاهد الا انها لا تخفي مرارة الواقع، ويصير هذا الضحك نتيجة ألم فائض في نواحي الحياة العامة، وينطبق القول "الضحك من شدة الألم" على هذا العمل. فالمحور الاساس في "فيزا" يتلخص من خلال مشهد على خشبة المسرح، حيث وضعت لوحة كتب عليها "سفارة العالم"، وجلست أمامها مسؤولة عن السفارات كافة، ومعها كل الاختام الخاصة بتأشيرات العالم كله. وهذا المشهد يعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه اللبناني في هذه الايام، فهو يريد ان "يهجّ" من هذه البلاد الى اي مكان بحثاً عن حياة طبيعية، و"فيزا" تحاول تصوير هذا الواقع المؤلم على طريقتها. "فيزا فيّز وين ما كان/ فيزا فيّز خارج لبنان". بهذه الكلمات تفتتح المسرحية احدى اغنياتها، وهي كلمات توحي بصور متنوعة للفيزا اللبنانية وتحولها الى سلعة معروضة في كل مكان، وكلمات هذه الاغنية تحفر معناها في الوجدان وتأخذه صوب الألم، مهما كانت تبعث على الضحك. لا شك في ان "فيزا" تخاطب الواقع، وعرفت على اي وتر تعزف كي تطلق الصرخة المزدوجة: الضحكة والألم معاً. فإذا بالغت المَشَاهِد في توصيف الواقع، جعلت المُشاهِد ينتبه الى حقيقة معيشته وأردَته شارداً في تفاصيل صعبة وتالياً، فعل الضحك فعلته الكبيرة في الذات الانسانية.