سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتماع أمني فلسطيني - إسرائيلي اليوم وعرفات ينتقد الدعم الأميركي لإسرائيل . السلطة الفلسطينية تتهم شارون بنسف جهود السلام بعد قصف مواقع امنية في رفح وتصفية فلسطينيين
اتهمت السلطة الفلسطينية أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بنسف جهود السلام بعد القصف الذي طاول مواقع للأمن الفلسطيني في قطاع غزة ليل الجمعة - السبت، وبعد تصفية فلسطينييْن من حركة "فتح" في الضفة الغربية. وانتقد الرئيس ياسر عرفات الدعم الأميركي لإسرائيل ممثلا بالطائرات والصواريخ. في غضون ذلك، اعتبرت واشنطن أن الاجتماع الأمني الفلسطيني - الإسرائيلي الذي عقد في تل ابيب بحضور أميركي بإنه "بناء"، فيما أشارت مصادر فلسطينية الى ان اجتماعا مماثلاً سيعقد اليوم. القدسالمحتلة، غزة، واشنطن، طشقند - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلنت مصادر فلسطينية وشهود أن مروحيتين من طراز "أباتشي" أطلقتا ليل الجمعة - السبت تسعة صواريخ على مقر الشرطة ومقر الاستخبارات العسكرية ومقر القوة 17 في رفح جنوب قطاع غزة، ما ادى الى تدمير مقرين والحاق اضرار جسيمة بالثالث. وبعد الهجوم غرقت المدينة في ظلام تام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان ان الغارات جاءت رداً على سقوط خمس قذائف هاون على مستوطنة "غوش قطيف". واشار إلى ان هذه الغارات "تحذير" يرمي الى افهام الرئيس ياسر عرفات ان اسرائيل عازمة على وقف الهجمات. واضاف انه قتل مسلحيْن فلسطينيين في الضفة مساء اول من امس، بعد ان رصدهما الجنود على طريق في منطقة شهدت حوادث اطلاق نار كثيرة. واتهم محافظ بلدية قلقيلية مصطفى المالكي الجيش باغتيال الرجلين اللذين قال انهما من ناشطي حركة "فتح" تريد اسرائيل اعتقالهما. واضاف ان "وحدات سرية" اسرائيلية انتظرت الرجلين وقتلتهما. واتهمت السلطة في بيان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالسعي الى "نسف الجهود الاقليمية والدولية خصوصا جهود الموفد الاميركي انتوني زيني لوضع حد لاعمال العنف والاغتيالات والحصار والجرائم الاخرى التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني". كما اتهمت الجيش "بخطف وقتل" الفلسطينييْن شمال الضفة، وقالت ان "اغتيال المواطنين وقصف مراكز للشرطة والقوة 17 في رفح جرائم يتحمل شارون مسؤوليتها شخصيا". ونفذت الغارات بعد ساعات على إعلان عرفات في مقابلة نادرة مع التلفزيون الاسرائيلي عزمه على إرساء السلام، قائلاً: "أمدّ يدي للشعب الاسرائيلي من أجل السلام لمصلحة أبنائنا وأبنائه". وقال إنه يبذل قصارى جهده لإعتقال المتشددين، مضيفاً ان السلطة اعتقلت حتى الان 17 شخصا من قائمة تضم 33 اسماً قدمها زيني، اضافة الى "عشرات آخرين". وعندما قال المذيع ان الولاياتالمتحدة تعتبر الاعتقالات التي تقوم بها السلطة "خادعة"، ظهر الغضب بوضوح على عرفات، وقال ان الاميركيين يقفون بجوار اسرائيل ويعطونها كل شيء. وتساءل: من يعطي اسرائيل الطائرات والدبابات والمال؟ وعلى الجانب الاميركي، قال وزير الخارجية كولن باول اول من امس ان عرفات ما يزال زعيم الشعب الفلسطيني. وقلل اثناء توجهه الى العاصمة الاوزبكستانية طشقند من اهمية تصريحات رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد التي قال فيها ان شارون ابلغه انه يريد "التخلص" من عرفات. وقال باول انه تحدث الى اجاويد "وقال لي انه تحدث الى كل من شارون وعرفات... ولا اتذكر انه قال هذا لي" في اشارة الى نيات شارون ازاء عرفات. وسئل وزير الخارجية الأميركي هل يعتقد انه ما زال مجدياً التفاوض مع عرفات، فقال: "عرفات ما يزال رئيس السلطة الفلسطينية والزعيم المعترف به للشعب الفلسطيني... اعتقد انه يتعين عليه ان يفعل المزيد مثلما قلنا للحد من اعمال العنف". واشار باول الى المحادثات التي جرت بين اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية في تل ابيب اول من امس والتي رفضت خلالها اسرائيل طلبا فلسطينيا بتخفيف ضرباتها الانتقامية التي شنتها بعد الهجمات. وقال ان "شارون كان يريد عقد الاجتماع مثلما كان يريد عرفات. ولذلك فمن الواضح ان كلا من الجانبين حريص على ان يرى اذا كان يستطيع اعادة الامور الى نصابها لبدء التحرك نحو وقف لاطلاق النار ... لكن هذا لن يحدث في ظل ظروف العنف الذي لم تتم السيطرة عليه". وافاد بيان اصدرته السفارة الاميركية بعد الاجتماع الامني ان الاجتماع ركز على "الخطوات العملية لمكافحة الارهاب والعنف". وصرح مسؤول امني فلسطيني بانه تم الاتفاق عقب الاجتماع الامني على عقد اجتماع آخر اليوم بناء على طلب أميركي.