وصل الفائزون بجوائز نوبل لعام 2001 في الطب والاقتصاد والادب والفيزياء والكيمياء الى العاصمة السويدية استوكهولم امس، ليتسلموا الاثنين المقبل جوائزهم من ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، في اجواء احتفالات تاريخية لمناسبة المئوية الاولى لجائزة نوبل التي يشارك فيها نحو 177 عالماً من حاملي الجوائز السابقين. وخيمت على الاحتفالات اجواء فضائحية، اذ كشفت صحف محلية ان لجنة نوبل للسلام النروجية، تستثمر اموالها في شركات اسلحة، فيما افيد ان احد اعضاء لجنة الطب عميل لشركة تصنع سجائر. اما كوفي انان حامل جائزة نوبل للسلام فوصل الى اوسلو حيث يستلم جائزته في ظل حراسة امنية مشددة لم تشهدها العاصمة النروجية من قبل، بسبب الخوف من عمليات ارهابية محتملة. وستدخل احتفالات هذا العام التاريخ بسبب ضخامتها وبسبب الفضائح الكثيرة التي رافقتها. نجم المواقف الاستفزازية الكاتب في اس نايبول حامل جائزة نوبل للأدب، وصل قبل ظهر امس الى مطار العاصمة استوكهولم حيث عقد مؤتمراً صحافياً حضره عدد كبير من ممثلي الصحافة المحلية والعالمية. وبادر بجواب على سؤال طرحه معظم الصحافيين عن موقفه من الحرب الاميركية على افغانستان؟ فقال: "اتمنى لقوات طالبان ان تتحطم نهائياً عما قريب. عندما وصلني خبر اندلاع الحرب ضدهم فرحت كثيراً لذلك". ولم يتوان بعض الصحافيين عن ربط جواب نايبول بسؤال عن آرائه الشخصية التي تعتبر معادية للعالم الاسلامي. وقال: "انا اعرف ان اعمالي الادبية ليست محط اعجاب في العالم الاسلامي فهي تتعرض باستمرار لهجمات معادية، ولكن نقدهم لأعمالي لا اساس له خصوصاً انهم لا يقرأون ما اكتب، وهذا ما يثير غضبي كثيراً". ويصل مبلغ جائزة نوبل الذي سيتسلمه نايبول الى نحو مليون دولار اميركي، ولا يخفي انه لن يتبرع بشيء لأطفال بلاده الفقراء اذ قال: "لم افكر للحظة واحدة في موضوع التبرع للاطفال. هناك الكثير من الحكومات الغنية التي يمكنها ان تهتم في هذا الموضوع. مبلغ الجائزة جعلني اشعر بالطمأنينة، ولكن لم افكر حتى الآن كيف سأستخدم المبلغ". نوبل والأسلحة وفي وقت تتعرض اكاديمية نوبل للأدب الى نقد كبير بسبب منحها الجائزة الى نايبول الذي اتسمت مواقفه بالعدائية ضد العرب والمسلمين، تتخبط لجنة نوبل للسلام النروجية التي منحت منظمة الاممالمتحدة وامينها العام كوفي انان جائزة العام 2001، في فضيحة استثمار رأس مالها في اسهم لشركات تنتج اسلحة مثل شركة بوفورس السويدية. وجاءت تلك الفضيحة التي كتبت عنها صحف محلية مثل "افتونبلادت" السويدية، بعد ايام قليلة على منح الجائزة الى كوفي انان. ودافعت الاكاديمية النروجية بالقول انها تستثمر اموالها اينما تشاء "من اجل الحفاظ على قيمة رأس المال". ولم تقتصر الفضائح على لجنتي نوبل للسلام والادب بل شملت لجنة الطب التي كتبت صحيفة "افتونبلادت" السويدية امس ان عضو الاكاديمية الدكتور جون واهرين عمل لمدة طويلة عميلاً لشركة فيليب موريس لتصنيع السجائر وانه تلقى من شركة التبغ مبلغ 1,4 مليون كرون سويدي.