عاد امس، نحو 85 شخصاً ممن فرّوا الى اسرائيل اثناء انسحاب جيشها من جنوبلبنان في العام 2000، وأقلّت حافلات تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب العائدين عبر نقطة الناقورة الحدودية، وتسلمتهم السلطات الامنية اللبنانية فاستجوبت الرجال منهم وأوقفت المطلوبين وأخلت النساء والأطفال. وكان في انتظار العائلات العائدة العشرات من اقاربها وسط اجراءات امنية اتخذها الجيش اللبناني في محيط المنطقة. ورافق العائدين مطران القدس والأراضي المحتلة ميشال صباح الذي يتنقل بين لبنان واسرائيل عبر مركز الناقورة لتسهيل عودة الفارين الى قراهم. وأبدى ارتياحه الى عودة المزيد من العائلات. وأكد "ان الاجواء الايجابية مؤثرة وهؤلاء العائدون لا بديل لهم من بلدهم لبنان. وأنا احاول تسهيل الأمور هنا وفي اسرائيل ونجد كل التعاون". لكنه رأى "ان الأمور الادارية على الحدود تعيق قليلاً عودة عائلات كثيرة ونأمل عودة كل العائلات". ورجحت مصادر امنية لبنانية ان تعود كل العائلات التي فرّت الى اسرائيل قبل نهاية العام الجاري الى لبنان، باستثناء عدد من الرموز الاساسية المتعاملة مع اسرائيل وهو عدد لم يعد كبيراً نظراً الى ان بعضها كان غادر الى أستراليا وكندا وأميركا بتسهيل من الاستخبارات الاسرائيلية. وأشارت الى جملة اسباب وراء قرار العودة ابرزها: - ان للحرب الدائرة بين الفلسطينيين واسرائيل آثاراً مباشرة على العائلات اللبنانية التي تعرض بعضها للضرب والبعض الآخر للشتائم. - قرار اسرائيل بتخصيص مناطق خاصة للاجئين اللبنانيين، واقعة على تماس مع اراضي السلطة الفلسطينية ما دفعهم الى الريبة في تحويلهم الى متاريس بشرية في وجه الفلسطينيين، اسوة بما كان يحصل معهم في الشريط الحدودي. - تفاقم مشكلة معظم العائلات مع قائد "جيش لبنانالجنوبي" سابقاً انطوان لحد الذي حصل على جنسية اسرائيلية ولم يعد يهتم لأمورهم. - شعور معظم العائلات بأنه لا يمكن لأولادهم العيش في المجتمع الاسرائيلي خوفاً من تهويدهم. - الاتصالات الجارية في بيروت شجعتهم على اتخاذ قرار بالعودة اعتقاداً منهم بأنه سيصار لاحقاً الى تسوية لقضيتهم بإصدار عفو عام لاحق بعد تسليم انفسهم ومحاكمتهم. "الحياة" التقت عدداً من العائدين امس، وقال اكرم الحلبي من حاصبيا متعامل سابق: "نعود وكلنا ثقة بأن تعفو عنا الدولة ونحن لسنا خائفين". جورج شاهين من القليعة قال: "لا بديل لنا عن لبنان، كانت اوضاعنا مريحة في اسرائيل لكن الاوضاع النفسية كانت متدهورة لدى عائلاتنا، التعليم صعب لأولادنا وكنا كأننا محاصرون في منازلنا، مجتمع غريب عنا". اميل الحمرا من مرجعيون قال: "نطلب من الدولة العفو، ونريد ان نفتح صفحة جديدة في منطقتنا وسمعنا ان الدولة سهلت احكام الكثير من العائدين من قبلنا ونأمل ان يشملنا ذلك". ولفت عدد من العائدين الى تسهيلات سمعوا عنها قدمت لسبعة ضباط كبار في "الجنوبي" عادوا منذ اسبوعين الى منازلهم. الى ذلك، فجّر مجهولون فرناً يملكه ياسين ضاهر عند المدخل الشمالي لبلدة كفركلا. وضاهر هو عنصر سابق في "الجنوبي".