"ارهابي أنا" عنوان الحلقة الرابعة من مسلسل "ارهابيات" الذي تبثه قناة أبوظبي الفضائية منذ يوم الجمعة الماضي، وطوال شهر رمضان. الحلقة الرابعة التي بثتها القناة امس تؤكد ان قناة "أبوظبي ماضية في بث هذا المسلسل، كما اكد المسؤولون فيها على رغم الحملة المناهضة التي تزعمها شمعون بيريز وزير خارجية اسرائيل ضد هذا المسلسل وتعبيره عن "اشمئزازه" من "برنامج مناهض لاسرائيل"، وتهديد الحكومة الاسرائيلية بالقيام بحملة ضد قناة أبوظبي من خلال ارسال نسخ من هذا البرنامج الى السفارات الاجنبية. واكد أحمد علي البلوشي المدير العام لمؤسسة الامارات للاعلام ان برنامج "ارهابيات" سيستمر عرضه حتى نهايته، وقال ان رد الفعل الاسرائيلي "تحصيل حاصل". واضاف: "اذا كان البرنامج قد اغضب الحكومة الاسرائيلية فإننا لن نتوانى في انتاج جزء ثان من البرنامج". واستمراراً لهذا الموقف قال اسماعيل عبدالله مدير اذاعة وتلفزيون ابوظبي، رداً على تعليق بيريز ضد مسلسل "ارهابيات" يبدو ان السيد بيريز "فقد روح الدعابة". وأضاف: "بدلاً من ان تصب اسرائيل جام غضبها على الاعلاميين فإن عليها ان تمعن النظر في سياساتها وتضع حداً لإطلاق النار على الفلسطينيين". وانهى تصريحه ببيت الشعر: "إذا اتتك مذمتي من ناقص/ فهي الشهادة لي بأني كامل". وإذا كانت المواقف من هذا البرنامج بلغت عند اسرائيل حد التفكير برفع القضية الى الاممالمتحدة، فإن بث الحلقة الرابعة أمس يؤكد ان المسؤولين في قناة أبوظبي غير عابئين بالموقف الاسرائيلي. وعلى العكس من ذلك يرى المراقبون ان احتجاج بيريز ووزارته وحكومته وسع دائرة المشاهدين لهذا البرنامج على المستوى الخليجي والعربي والعالمي. فقد أكد الموقف الاسرائيلي من هذا البرنامج مدى الخوف من تأثير الاعلام العربي في حال تمكنه من كشف الممارسات الارهابية والعنصرية التي تقوم بها اسرائيل ورئيس وزرائها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بلغة الفن التي يفهمها العالم. كانت الحلقات السابقة من "ارهابيات" اظهرت شارون وهو يمسك بزجاجة فارغة مملوءة دم أطفال عرب قتلتهم اسرائيل وهو يتلذذ بطعم هذا الدم بعد شربه. كما أظهرت حلقة اخرى حماراً يريد ان يحوله "علاء الدين" الى انسان، ولكن هذا الحمار يرفض هذا التحول عندما أبلغه الساحر انه يريد ان يحوله الى انسان على صورة شارون. وجاءت الحلقة الرابعة امس بعنوان "ارهابي أنا" لتكشف مدى خشية اسرائيل والارهابي شارون من الاغنية العربية. اذ أظهرت هذه الحلقة خوف شارون من تأثير أغنية "عربي أنا فاخشيني" لشاب لبناني اسمه يوري مرقدي، ويقرر ان يرد عليها "بأغنية استفزازية، كما وصفها، ليعزز موقعه اكثر فأكثر"، فكانت أغنيته بعنوان "ارهابي أنا فاخشوني". وتقول كلمات الاغنية للمطرب شارون "ارهابي أنا اخشوني أنا القاتل شاروني في قلبي حقد أبدي يحرسه ناب دموي أغرقت العالم بالقتل وبالدم ومدافعي تحكي عني وبشاعتي قتلت شردت وفجرت الرؤوس الكيماوية ارهابي أنا اخشوني". الملفت ان الاسرائيليين يتابعون الاعلام العربي جيداً وباتوا ينزعجون من هذه الوسيلة التي ظنوا ان العرب لن يحسنوا استخدامها ابداً. والملفت ايضاً ان شارون يكمّ فم بيريز ك"وزير خارجية"، لكن بيريز جعل نفسه محامياً مدافعاً عن "ارهابيات شارون". ولم يسبق ان احتجت اي دولة عربية على ما يعرض في التلفزيون الاسرائيلي من برامج تتضمن اهانات لزعماء عرب ومواقف عنصرية ضد العرب. وقال الفنان داوود حسين الذي يجسد شخصية شارون في تصريحات صحافية رداً على احتجاجات بيريز "ان ما نقدمه قليل مقارنة بما ارتكبه شارون، أين الديموقراطية التي ينادون بها، هوليوود تصدر أفلاماً ضد العرب والمسلمين وما نقدمه نحن نقطة من محيط". واكد ان العمل "وسام على صدري ما دام قد أثر في الكيان الصهيوني". وقال: "إنني أعتز به طالما أنا على قيد الحياة وسعيد جداً لعمل من هذا النوع".