في الوقت الذي تكفل فيه الشرائع السماوية والقوانين الدولية حق الشعوب التي تتعرض للاحتلال في مقاومة ذلك الاحتلال، بكل ما أوتيت من قوة وامكانات، وفي الوقت الذي اختلطت فيه الأمور ليتساوى فيها من يقومون بترويع الآمنين وقتل الأبرياء بمن يدافعون عن أنفسهم وكرامتهم ووجودهم وأرضهم، وفي الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الاميركي الحديث عن تأييد اقامة دولة فلسطينية من دون اعطاء المزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه الدولة - يصرح ديفيد ساترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط، ان الانتفاضة الفلسطينية، مهما كان مصدرها، أصبحت عملية ارهابية مدروسة وتصعيداً تقابله أعمال اسرائيلية غالباً ما يتبين انها استفزازية ومؤججة للتوتر. ألم تثبت الوقائع والحقائق على الأرض ان اسرائيل ما هي الا دولة ارهاب منظم تقوم على اقتلاع الشعب الفلسطيني وابتلاع ارضه؟ ألم تمارس في سياستها هذه أعتى الأساليب الاجرامية والارهابية، حتى لو لم يكن هناك "تصعيد أو استفزاز من الجانب الفلسطيني"؟ ألا يعتبر قتل مئات الأطفال الفلسطينيين، وترك الكثير من النساء الفلسطينيات الحوامل، والشيوخ الذين يعانون من المرض، يموتون عند حواجز التفتيش الاسرائيلية من دون شفقة أو رحمة، ألا يعتبر هذا ارهاباً؟ أليس ما قامت به القوات الاسرائيلية من توغل في الأراضي الفلسطينية، وما تبعه من قتل واغتيالات وهدم منازل، وترك الجرحى ينزفون حتى الموت من غير أن يسمح بإسعافهم، ألا يعتبر ارهاباً؟ أليس ما حدث من مجازر في قرية بيت ريما، في منطقة رام الله، ارهاب دولة منظماً وتطهيراً عرقياً؟ وهناك ألف سؤال وسؤال في انتظار الجواب ممن يعتبرون الانتفاضة الفلسطينية "عملية ارهابية". الى متى سيبقى اعلامنا العربي عاجزاً عن نقل الصورة الحقيقية الى الغرب؟ والى متى سنبقى رهينة الاعلام الصهيوني القائم على التضليل وتزوير الحقائق، وتشويه صورتنا؟ الرياض - زياد مشهور مبسلط كاتب فلسطيني