انتقدت السلطة الفلسطينية تصريحات مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد التي وصف فيها الانتفاضة ب"الارهاب"، واعتبرتها "مجحفة وغير مقبولة". وكان ساترفيلد قال اول من امس ان "الانتفاضة مهما كان مصدرها اصبحت عملية ارهاب مدروسة وتصعيداً، تقابلها اعمال اسرائيلية غالبا ما يتبين انها استفزازية ومؤججة" للتوتر. واتهم عرفات بعدم التحرك بحزم ضد الحركات المتشددة. وقال ان المأزق الحالي "حقيقي" و"فقدان الثقة والامل" يهدد قدرة الجانبين على العودة الى طاولة المفاوضات. واوضح ان "التحرك كان ضعيفا في شأن القضايا الاساسية"، مشيراً الى قلة الجهود المبذولة "لوقف أعمال القتل". ودعا الجانبين الى اتخاذ تدابير "موازية ومتزامنة" لوقف دوامة العنف. ووصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء هذه التصريحات بأنها "غير عادلة ومجحفة وغير مقبولة لان الارهاب هو الاغلاق المفروض على المدن الفلسطينية وفصلها عن بعضها بعضاً، والاغتيالات البشعة التي تستخدم فيها اسرائيل أحدث انواع التكنولوجيا ضد كوادر وافراد وقيادات فلسطينية، وكذلك ما تقوم به من تدمير للبنية التحتية والاقتصاد الفلسطيني، وفوق كل ذلك أبشع انواع الارهاب المتمثل بالاحتلال ذاته". وقال وزير التعاون والتخطيط الدولي الدكتور نبيل شعث ان "المشكلة الحقيقية التي ارجو الا تغيب عن ساترفيلد هي احتلال اسرائيل غير الشرعي للاراضي الفلسطينية وأجزاء من الأراضي السورية واللبنانية منذ الخامس من حزيران يونيو 1967". وتابع: "هناك رغبة حقيقية من السلطة في تحقيق وقف اطلاق نار يقود الى عودة العملية السياسية ... لكن اسرائيل تصر على مواصلة عدوانها وعلى فرض شروط مسبقة علينا"، في اشارة الى مطالب اسرائيل بتوقيف الناشطين والوقف التام للعنف. وقال ان "المسؤولية الحقيقية عن العنف والارهاب تقع على اسرائيل التي تصر على مواصلة سياسة الاغتيالات لابناء الشعب الفلسطيني وتختار عن عمد توقيت هذه الاغتيالات وتقوم بها في كل مرة تشهد فيها الأراضي الفلسطينية فترة هدوء". وقال الأمين العام للسلطة احمد عبدالرحمن لوكالة "رويترز" ان تصريحات ساترفيلد مضللة ومتحيزة إلى الجانب الاسرائيلي وبعيدة عن الحقيقة وتتناقض مع الدستور الاميركي وميثاق الاممالمتحدة اللذين يعتبران مقاومة الاحتلال الاجنبي حقاً مشروعاً للشعوب. واعتبرت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في بيان ان "هذه التصريحات تؤكد مجدداً حقيقة الموقف الأميركي المنحاز في شكل كامل الى جانب اسرائيل وعدوانها المتواصل ضد الشعب الفلسطيني". ورأت ان "هذه المواقف تتناقض مع ما أعلنته الادارة الأميركية في شأن امكان اعترافها بدولة فلسطينية"، وطالبتها ب"تغيير سياستها الخاصة بالشرق الأوسط وانتهاج سياسة أكثر توازناً وعدلاً ووقف سياسة المعايير المزدوجة". وفي بيروت، قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور سليم الحص: "فوجئنا بالهجوم الذي شنّه ساترفيلد على الانتفاضة وكانت خيبتنا مضاعفة لأننا كنا نأنس من صاحبه شيئاً من التفهم لقضايانا عندما كان بين ظهرانينا سفيراً لدى لبنان". ورأى ان "لا تفسير لهذا التحوّل سوى وقوعه في شرك ضغط اللوبي الصهيوني المتحكم بسياسة واشنطن". واعتبر ان "اميركا التي ترفع شعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان لا تتورع في فلسطين عن مناصرة من استلب حرية شعب بأسره، وهي تتنطح الى قيادة العالم وهي غير جديرة بهذا الشرف ما دامت تصرّ على ان تكون غير عادلة وتواصل كيل القيم الانسانية بمكيالين لا بل بألف مكيال".