أكدت مصادر باكستانية مطلعة ل "الحياة" أن الرئيس برويز مشرف سيعقد اجتماعاً مهماً مع وزيري الداخلية معين الدين حيدر ووزير الشؤون الإسلامية محمود غازي وبعض رؤساء الأجهزة الأمنية صباح اليوم، وذلك من أجل اتخاذ خطوات قوية وفاعلة للحد من نشاطات الجماعات الإسلامية المتطرفة والمؤيدة ل"طالبان". وأوضحت المصادر أن ضغوطاً أميركية متزايدة مارسها رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية سي. أي. إيه. جورج تينيت على الرئيس الباكستاني، من أجل الحد من نشاط الجماعات الإسلامية الباكستانية وكذلك المدارس الدينية التي تشكل الحديقة الخلفية ل"طالبان" والجماعات الإسلامية المسلحة في كشمير. وأفيد أن الحكومة تسعى إلى تشكيل مجلس يضم بعض المسؤولين والعلماء من أجل وضع ميثاق شرف يحكم النشاطات الإسلامية في باكستان، على أن يلتزمه الجميع. وسيتضمن القرار حظر نشاط الجماعات الجهادية الباكستانية خصوصاً الكشميرية ووقف جمع التبرعات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في كشمير . ويتوقع أن تطلق الحكومة حملة تشكيل مدارس نموذجية دينية في كل أرجاء باكستان وتدعى "دار العلوم"، وان يصار إلى إقامة مدرسة واحدة في كل مدينة رئيسية. وترافق ذلك مع تعهد بنك التنمية الآسيوي تقديم مساعدات من أجل مواجهة المدارس الدينية التقليدية التي تديرها الجماعات الإسلامية. وبحسب التقديرات الأولية للحكومة الباكستانية، ثمة حاجة الى 20 ألف مدرسة شرعية لاستيعاب الراغبين في تلقي العلوم الشرعية والذين تستقطبهم المدارس الدينية. وستنتشر هذه المدارس في جنوب اقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية وكذلك في بلوشستان وبيشاور المحاذيين لأفغانستان . وبحسب المصادر الباكستانية، تعهد البنك الدولي وحكومة الولاياتالمتحدة وكذلك الحكومات الغربية تقديم الدعم المالي الكافي لمنع ظهور حركة "طالبان" أخرى في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، عبر إقامة هذه المدارس الدينية العصرية. ويذكر أن المدارس الدينية الباكستانية تستوعب أكثر من مليوني طالب. ويرى محللون أن الحكومة الباكستانية ترغب في استغلال حال الإحباط والهزيمة التي وصلت إليها الجماعات الإسلامية، خصوصاً المناصرة ل"طالبان" بسبب انهيار الأخيرة، وفقدان هذه الجماعات حجتها وتراجع شعبيتها في الساحة الباكستانية، وامتناع قادتها عن إصدار تصريحات صحافية فضلاً عن عقد الاجتماعات العامة. وسيكون المتضرر الأكبر من هذه القرارات في حال تطبيقها جمعيتا "علماء الإسلام" بزعامة كل من مولانا فضل الرحمن ومولانا سميع الحق . وشدد وزير الداخلية الباكستاني، في لقائه الصحافيين في كراتشي، على نية الحكومة العمل على تنظيم المدارس الدينية، مؤكداً أن المدارس التي تمنح درجة معينة وتعترف بها الحكومة هي التي سيسمح لها بالبقاء والعمل.