عززت السلطات الامنية الباكستانية امس اجراءاتها الامنية استعدادا لشن حملة اعتقالات في صفوف جماعات اسلامية متشددة وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لهجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وأمرت السلطات الباكستانية التي تتخوف من احتمالات التعرض لهجمات ارهابية في ذكرى الهجمات بشن حملة اعتقالات في أنحاء مختلفة من باكستان تطاول متشددين دينيين وارهابيين. وكشف مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه في حديث للصحافيين ان الحملة الامنية ستبدأ في غضون الايام القليلة المقبلة مشيرا الى أن قرار بدءها اتخذ خلال اجتماع أمني عقد أمس الاول بحضور وزير الداخلية معين الدين حيدر ومسئولين كبار في أجهزة الشرطة والامن لبحث الموقف الامني والنظامي في البلاد. وأشار المصدر الامني الى أن الوكالات الامنية والاستخبارية الباكستانية تعد قوائم باسماء أشخاص من المنخرطين فيما يسمى بالجهاد فى افغانستان واقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند الى جانب آخرين ممن يمولون المنظمات المسلحة والمتشددة فى باكستان. واضاف ان وزير الداخلية امر اجهزة الشرطة باعتقال 50 شخصا ارهابيا يعدون اكثر الاشخاص المطلوبين للعدالة الباكستانية خطورة وبينهم اعضاء فى تنظيمات متشددة مثل جماعة "عسكر طيبة" الناشطة فى كشمير وجماعات اخرى مسلحة. من ناحية اخرى رفض حوالي 4000 من اعيان قبائل شمال غرب باكستان خلال مجلس تقليدي (جيرغا) الاتهامات الاميركية بان عناصر القاعدة الذين هربوا من افغانستان لجأوا الى منطقتهم. وقال الناطق مولانا عبد الهادي ان المجلس الذي يمثل 700 الف من اعضاء القبائل عفريدي، نفى نفيا قاطعا ان يكون يحمي عناصر من القاعدة فروا من افغانستان ليختبئوا في هذه المنطقة الحدودية في باكستان. وقال عبد الهادي "سنعاقب بانفسنا عناصر القاعدة ان عثرنا عليهم. لسنا بحاجة الى امريكيين على ارضنا" للقيام بذلك. وتابع المسؤول ان المجلس اتخذ قرارا بمكافأة كل من يمده بمعلومات تقود الى القاء القبض على عناصر من القاعدة، وب"مصادرة" املاك المتعاملين معهم. وجاء اعلان المجلس ردا على تصريح ادلى به قائد قوات الائتلاف في افغانستان الجنرال دان ماكنيل في نهاية الاسبوع الماضي، وقال فيه ان عدد المقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة في باكستان اكبر مما هو في افغانستان على الارجح وهم "مئات او حتى حوالى الف". ومع ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف كان من اشد انصار الحرب ضد الارهاب، الا ان تنظيم القاعدة لا يزال يحظى بتأييد كبير في المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان. واعتقل حوالى 400 من عناصر طالبان والقاعدة الفارين في باكستان منذ بدء الحملة الدولية ضد الارهاب في اكتوبر الماضي.