تعد سياحة اليخوت من أرقى انواع السياحات وأكثرها دخلاً. وتتمتع محافظة البحر الاحمر بإمكانات فريدة تؤهلها لاحتلال موقع الريادة على مستوى منطقة الشرق الاوسط في هذا المجال. إلا أن هذه السياحة تواجه مشاكل وعراقيل كثيرة سببها الرسوم التي تفرضها جهات متعددة وبطريقة عشوائية، من دون الخضوع الى أي معايير ثابتة. تعتبر الرسوم الاعتباطية أكبر عائق يقف في وجه نمو سياحة اليخوت في مصر، ذلك أنها تقلل من فرص زيادة عدد اليخوت الوافدة الى البحر الاحمر وتؤدى الى إحجام اصحاب اليخوت عن زيارة مصر وتفضيلهم بدلاً من ذلك التوجه الى الدول المجاورة التي تسعى الى تقديم مزيد من الحوافز والتسهيلات وصولاً الى حد إلغاء الرسوم نفسها. وقال محافظ البحر الاحمر اللواء سعد ابو ريدة ل"الحياة" ان سياحة اليخوت في مصر تعاني ركوداً، على عكس ما يحدث في دول اخرى مجاورة لا يتوافر لديها جزء من الامكانات التي تتمتع بها شواطئ البحر الاحمر من مياه دافئة صافية وشعاب مرجانية ممتدة على مساحات شاسعة في اعماق البحر علاوة على الاسماك الملونة والحيوانات البحرية والاحياء النادرة. وأضاف أن هذه الميزات أعطت البحر الأحمر سبقاً على غيره من البلدان الشاطئية الأخرى، وأهلت مصر لتكون رائدة على صعيد سياحة اليخوت. لكنه لفت الى أن رواد هذه السياحة يعانون من الرسوم الباهظة التي تفرضها وزارة المال على دخول اليخوت والتي تتجاوز 300 دولار يتم تحصيلها من كل يخت خلال زيارته. ويغطي هذا الرسم رسو اليخت لمدة شهر، ويُضاعف هذا المبلغ لو رسا اليخت يوماً اضافياً واحداً ولا بد من تسديد هذه الرسوم لكي يحصل اليخت على إذن الابحار داخل منطقة معينة في البحر الاحمر. وإذا اراد صاحب اليخت الانتقال من مكان لاخر في المحافظة يصبح لزاماً عليه تسديد الرسوم نفسها لاستصدار إذن جديد يتيح له الابحار، الامر الذي سمح لدول مجاورة عدة باجتذاب هذه السياحة عبر تقديم تسهيلات مادية كبيرة. وطالب ابو ريدة الحكومة بإزالة هذه المعوقات كشرط لا بد منه لازدهار هذه السياحة وتنشيطها. واكد مدير "مارينا ابو تيج" في الجونة فيليب جونز، ان مرفأ ابو تيج يتلقى يومياً عشرات الشكاوى من السياح يعبرون فيها عن استيائهم الشديد من الرسوم والتعقيدات الامنية والادارية والمالية والتي تؤدي في النهاية الى "تطفيش" سياحة اليخوت. وقال إنه لا بد من اعادة النظر في هذه الرسوم، وتبسيط الاجراءات لأبعد الحدود لجذب هذه النوعية من السياحة. ولفت الى ضرورة النظر إلى المزايا الايجابية التي تتيحها هذه السياحة والتي تتمثل خصوصاً في معدل انفاق أصحاب اليخوت المرتفع طوال فترة وجودهم في مصر على المأكل والمشرب وشراء الحاجات الاخرى، ووقود اليخوت وغيرها من الاشياء التي تدر عملة اجنبية تزيد من الدخل القومي. وانتقد رئيس مجلس إدارة شركة "اوراسكوم للسياحة" المهندس سميح ساويرس غلاء الرسوم التي يتعين دفعها على أي يخت اجنبي والتي تصل في الموانئ المصرية الى اكثر من 1000 دولار في الليلة الواحدة، في حين أن ما يدفعه اليخت نفسه في تركيا لا يتعدى 20 دولاراً. وبسبب هذا الفارق الكبير لا يتجاوز عدد اليخوت التي ترد الى مصر 100 والى 120 يختاً سنوياً، وذلك من أصل 150 الف يخت تجوب منطقة شرق البحر المتوسط سنوياً للمشاركة في الرحلات أو المسابقات ما يجعلها تشكل مصدراً كبيراً للدخل السياحي. واضاف ساويرس ان قائمة الرسوم تتضمن رسوم الحجر الصحي، وتختلف نسبتها حسب مدة الاقامة، اضافة الى رسوم تقوم بتحصيلها مصلحة الهجرة عن كل شخص على اليخت وحسب مدة اقامته. وعن وضع الموانئ الثلاثة في منطقة الجونة اكد رئيس شركة "اورسكوم للسياحة" تعاون محافظة البحر الاحمر من خلال التسهيلات الودية التي تمنحها لسياحة اليخوت لتفهمها أهمية تعزيز سياحة اليخوت في مصر.