أكد رئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة السيد عادل عبدالعزيز ان السياح العرب يشكلون 33 في المئة من اجمالي السياح الذين يفدون الى البلاد. وقال في لقاء مع "الحياة" إن الحكومة المصرية تحرص على ازالة العقبات التي تعترض السياح العرب وتهتم بتقديم الحوافز والتيسيرات لاجتذاب اكبر نسبة ممكنة منهم الى مصر. وفي ما يأتي نص الحديث: ما اهم المزايا والتسهيلات المقدمة الى السائح العربي؟ - نقدم تسهيلات كبيرة ابرزها سرعة حل مشكلة تأخر معاملات الإفراج الجمركي عن السيارات، إذ صدرت تعليمات بالافراج السريع عن سيارات السياح العرب حتى لو لم يكن صاحبها هو الذي يقودها لأن سياحة السيارات من الوسائل المهمة للسياحة العربية، اضافة الى خفض رسوم مقابل الخدمة، والسماح للسائح بتمديد اقامته في مصر وابقاء سيارته لمدة ستة اشهر برسوم قليلة. ومن حق السائح العربي اصطحاب ما يحتاجه من بلده، إذ ان جميع مستلزماته معفاة من الجمارك. ومن التسهيلات الاخرى خفض الرسوم الخاصة بسياحة اليخوت بنسبة 50 في المئة، ورد ضريبة المبيعات للسياح العرب خلال مهرجان السياحة والتسوق بين 20 تموز يوليو و20 آب اغسطس المقبلين، ومنح تخفيضات على تذاكر الطيران من قبل "مصر للطيران"، ستراوح بين 30 و50 في المئة ما سيكون له اثر كبير في تدفق السياح على مصر خلال الفترة المذكورة، وتخصيص الاراضي اللازمة لاقامة المشاريع السياحية بسعر رمزي قدره دولار واحد للمتر المربع يسدد على مدى عشر سنوات وإعفاء المشروع السياحي الجديد من الضرائب للمدة نفسها اعتبارا من تاريخ التشغيل الفعلي، كذلك اعفاء التوسعات لفترات مماثلة، وحرية اعادة تصدير رأس المال والارباح الى الخارج بلا قيود وفقا لقانون النقد الاجنبي الاخير، اضافة الى تحصيل رسم جمركي موحد ومخفض بنسبة خمسة في المئة فقط على جميع حاجات المشروع المستوردة من الخارج. وتنظم وزارة السياحة والهيئة المصرية لتنشيط السياحة مهرجانات ومناسبات سياحية مثل: مهرجان السياحة والتسوق، ومهرجان القاهرة الدولي للاغنية، ومهرجان الاسماعيلية، ومهرجان الاذاعة والتلفزيون ومهرجان الحصان العربي، ومهرجان التجذيف. ما اهمية تسيير قوافل الى الدول العربية وما نتيجة الزيارات المتبادلة؟ - لم تغب السوق العربية عن اهتمامات وزارة السياحة وتؤكد ذلك البيانات والاحصاءات والجهود التسويقية، لذلك نظمت قوافل سياحية الى السعودية والكويت والاردن والامارات ودبي بهدف الترويج للسياحة في مصر في فترة زمنية محددة تسمح بالتغطية الاعلامية المكثفة واللقاءات العديدة على المستوى المهني والرسمي. ومن الاهداف الاساسية للقوافل دحض الدعاوى حول وجود تمييز في الاسعار بين السياح في مصر على اساس الجنسية. وما يشاع بأن العرب يعاملون بأسعار عالية عن الاجانب غير صحيح، ولكن المشكلة انهم يعاملون بأسعار الافراد مثل المصريين وليس بأسعار المجموعات السياحية مثل الاجانب والتي تكون عادة منخفضة. ونحن لا نسمح بالتمييز اطلاقا، لذلك تعمل وزارة السياحة جاهدة لمنح الاسعار نفسها للعرب الذين يفدون مجموعات. ما هو واقع السياحة العربية الى مصر حاليا؟ - تولي مصر السياحة العربية اهتماما خاصا وتضعها على رأس اولوياتها لانها تمثل 33 في المئة من حجم الحركة الوافدة الى مصر، وبلغ عددهم عام 1998 نحو 069،1 مليون سائح مقابل 966 الف سائح عام 1997 بزيادة 7،10 في المئة. ويحتل السياح السعوديون المرتبة الاولى بين زوار مصر، وبلغ عددهم 233 الف سائح عام 1998 مقابل 7،207 الف سائح عام 1997 بزيادة نسبتها 5،12 في المئة. ويمثل السعوديون 22 في المئة من حجم السياحة العربية الوافدة الى مصر. وتشكل الاستثمارات السعودية في القطاع السياحي في المناطق التابعة للهيئة المصرية للتنمية السياحية نحو 4،3 بليون جنيه من الكلفة الاجمالية للمشاريع الاستثمارية التي تبلغ نحو 31 بليون جنيه وذلك في مشاريع هيئة التنمية فقط والتي يجري العمل فيها حاليا وتبلغ نحو 900 مشروع. لذلك فالسائح العربي أجدر بالرعاية لانه الأطول اقامة في مصر والاكثر انفاقاً فضلا عن الاعتبارات الاقتصادية والقومية. ما جديد اجتماعات وزراء السياحة العرب وهل دخل التنفيذ حيز الجدية؟ - الفكرة الرئيسية لاجتماعات مجلس وزراء السياحة العرب وتوصياته وقراراته واختيار شعار العام الماضي عام السياحة العربية في مصر. وخلال السنة الجارية عام السياحة العربية الى سورية هي تعزيز السياحة البينية، فالاقليم العربي ككل تتكامل فيه عناصر المنتج السياحي وتتحقق من خلال هذا التكامل صيغة مطروحة اولا لزيادة السياحة العربية، كذلك تسويق الاقليم ككل، بمعنى تنظيم برامج لزيارة اكثر من دولة عربية بالنسبة للسياحة العالمية الوافدة للاقليم، وثالثا تعظيم الاستثمارات العربية في مشاريع البنية التحتية او الفوقية للتنمية السياحية. هذه هي الفلسفة التي حكمت فكر المجلس الوزاري، وأعتقد ان السياسات التي رصدناها عن حركة السياحة شكلت زيادة لا بأس بها ولكنها لا ترقى الى مستوى توقعاتنا لان الزيادة لم تتجاوز النسب العادية المألوفة من السياح. ما هي العقبات التي تحول دون تنفيذ السياحة البينية في الدول العربية، وكيف يمكن تذليل هذه العقبات؟ - لا أعتقد ان هناك اية عقبات، لكن هناك بطئاً نسبياً في تنفيذ ما اتفق عليه. هل تم تسيير رحلات عارضة من الدول العربية الى مناطق الجذب السياحي بصفة مستمرة؟ - اتفقت بعض الشركات المصرية والسعودية على تسيير خط رحلات عارضة من الرياض الى الغردقة بطائرات شركة "مصر للطيران"، ومن جدة الى الغردقة. وينبغي العمل على توسعة الطاقة الجوية بين البلدين وتشجيع المشاريع السياحية واثبات ان مصر في حاجة الى اضافة المزيد من الطاقة الفندقية المصرية وان المشاريع السياحية فيها لا تحقق نسبة الإشغال المطلوبة خصوصا في ظل توقع عودة الحركة السياحية الى مستواها السابق والتخطيط لزيادة عدد السياح الى خمسة او ستة ملايين سائح سنويا. هل هناك استراتيجية محددة للسياحة المصرية في القرن الجديد؟ - تدخل صناعة السياحة القرن الپ21 وقد اكتسبت مكانة بارزة مقارنة بالصناعات الرئيسية الاخرى مثل المعلوماتية والاتصالات، خصوصا ان تقارير منظمة السياحة العالمية اشارت الى ان هذه الصناعة وصل دخلها السنوي في الشرق الاوسط الى 63 بليون دولار عام 98 كما ستوجد فرص عمل لاستيعاب 1،3 مليون شخص وينتظر ان يصل اجمالي الدخل الناتج من النشاط السياحي السنة 2010 الى نحو 159 بليون دولار وان ترتفع فرص العمالة المتاحة الى 6،4 مليون فرصة عمل. وتوقعت التقارير ارتفاع حجم الاستثمارات العربية في مجال السياحة في المنطقة من 1،8 بليون دولار عام 98 الى 5،23 بليون السنة 2010 في المنطقة العربية. في ضوء ذلك ما توقعاتكم بالنسبة للمنطقة؟ - أتوقع ان يرتفع الطلب السياحي في المنطقة بمعدل يراوح بين خمسة وستة في المئة سنويا وان يصل حجم الضرائب المحصلة على الانشطة السياحية في المنطقة من 7،9 بليون دولار الى 24 بليوناً السنة 2010، وهذا يؤكد ان هناك مؤشرات ايجابية مستمرة في منطقة الشرق الاوسط والتي تعد مصر أحد أهم اركانها السياحية، ولذلك نركز على ثلاثة محاور رئيسية هي التنمية السياحية والترويج السياحي وضبط الجودة الشاملة. وفي ضوء ذلك يتوقع قدوم 16 مليون سائح سنويا الى مصر بحلول السنة 2017 وارتفاع الليالي السياحية الى 130 مليون ليلة بنسبة زيادة متوسط اقامة السائح من 5،6 ليلة الى 8 ليال وكذلك زيادة الطاقة الفندقية من 76 الف غرفة فندقية حاليا الى 400 الف غرفة. وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ - مصر لا يزال لديها 3 آلاف كيلومتر مربع من السواحل على امتداد البحر الاحمر والمتوسط والاستثمارات السياحية المقامة عليها تعتبر نسبة بسيطة ومن ثم ينبغي تنمية بقية الاراضي. ماذا عن تدني اسعار الاقامة في الفنادق والمضاربة بينها في الفترة الماضية؟ - هذا حق يراد به باطل وأعترف ان بعض الشركات سارع في خفض اسعاره فور وقوع حادث الاقصر في تشرين الثاني نوفمبر 97 واشتعلت المنافسة على اجتذاب الزبائن ما ادى الى ضرب اسعار السياحة المصرية. أما أن الاسراع في معدلات التنمية سيؤدي الى تدني الاسعار فهذا لا صحة له بل العكس تماما لانه سيؤدي الى زيادة القدرة التسويقية لمصر من اصحاب المشاريع الذين يقومون بجهود ترويجية تضاف الى جهود الدولة.