أكد رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان القمة العربية المقرر عقدها في آذار مارس المقبل في بيروت، "ستعقد في أوانها، وهذا موقف الحكومة ورئيس الجمهورية وبوشر بإرسال الدعوات الى الدول المعنية". وأوضح أن اقتراح رئىس المجلس النيابي نبيه بري تأجيلها هو "رأي شخصي". وقال بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ان "ضغوط اميركا على لبنان لم تخف، لكننا لسنا في مواجهة معها بل في حال حوار، ونحن نتفهم الموقف الأميركي، هناك أمور يطرحونها نوافق عليها أحياناً وأخرى نناقش فيها"، مؤكداً أن لبنان ضد الارهاب، ويتعاون مع اميركا والأمم المتحدة في هذا الاطار "وهو سائر حتى الآن في شكل جيد على الطريق السليم". وعن طلب السفير الأميركي فنسنت باتل من وزير الخارجية محمود حمود اصدار موقف مما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله "ان لا مدنيين في اسرائىل"، قال الحريري: "لا تستطيع الحكومة الموافقة على الطلب في حد ذاته، ولا تعطي رأياً بناء لطلب دولة، وموقف لبنان في تفاهم نيسان أبريل كان واضحاً وهو تجنيب المدنيين من الطرفين، والمقاومة بالذات كانت دائماً تفرق في هذا الموضوع". وأضاف ان "أحد الوزراء الاسرائيليين دعا الى تهجير الفلسطينيين من داخل اسرائىل ولم نرَ أحداً يقول لاسرائىل لماذا لا تعتذرين على رغم ان الكلام صادر عن وزير، أما نصرالله فله صفة مختلفة، وكلامه، كما قال أحد نواب الحزب، يندرج تحت الناحية الدينية وليس سياسياً". وسئل هل يشهد العام 2002 تعديلاً حكومياً، فأجاب "لا. لا أعتقد في العام 2002 ولا في ال2003". وقال ان "الوضع الأقليمي دقيق، والوحدة الوطنية هي الأساس والنظرة الواحدة المشتركة للأمور تساعد على تخطي كل الصعوبات، وعلينا ان نحسب كل كلمة نقولها وكل تصرف يصدر عنا. وبعد 11 أيلول سبتمبر العالم كله تغير، أميركا وأوروبا تغيرتا، وهذا يفرض علينا سلوكاً مختلفاً من دون تنازل عن الثوابت الوطنية". وقال انه شرح لصفير بعض الأمور، مؤكداً ان ما يهمه "هو ألا يشعر أحد بأنه مظلوم أو ان هناك طائفة طاغية على أخرى. ولا موقع محصوراً بطائفة أو بأخرى، فنحن لسنا متمسكين بأي موقع وما يهمنا هو أن يصل الرجل الكفي الى المكان المناسب وأي أمر قابل للبحث، والكلام عن غبن أصاب جهة على حساب أخرى غير صحيح". وعن استهداف الطائفة المسيحية، قال: "هذا الكلام غير دقيق، لأن الوقائع تقول غير ذلك. لا أحد مستهدفاً. واذا كانت هناك رغبة في اعادة النظر في أي من المواقع فلا مانع لدي". وأوضح ان "العام المقبل سيشهد ثلاثة أمور جوهرية هي: توقيع اتفاق الشراكة اللبنانية - الأوروبية، وانعقاد مؤتمر "باريس -2" واذا لم يعقد فيكون الأمر خارجاً عن إرادتنا وكل الامور الى الآن تدل الى انعقاده، وموضوع الخصخصة التي ستخصص أموالها كاملة لخفض الدين العام". وعن الضمان تعيين مدير عام قال: "يجب ان يعين شخص يقوم بما عليه لأن الضمان يمس كل اللبنانيين، ومفترض ان يكون مقرباً من الدولة". ورأى البطريرك صفير خلال استقباله وفوداً ان "هذه الأيام تفترض ان نكون يداً واحدة وان نعمل جميعاً في سبيل العيش المشترك والاستقلال والسيادة والقرار الحر"، آملاً بأن "تكون هناك مصالحة شاملة بين كل اللبنانيين". وقال: "نحن في هذا البلد نستقل مركباً واحداً فإذا غرق لا سمح الله نغرق جميعاً واذا أبحر وأتمّ المسيرة فإننا جميعاً نكون متوافقين". وهنأ صفير وفداً من رميش الحدودية "لأن العديد من بينكم عادوا من حيث كانوا اسرائىل، وفرحنا جداً لأن الدولة تفهمت وضعكم، والذين أتوا لم يكونوا جميعاً عملاء، زالت ويجب ان نعود ونبني بيتنا من جديد". واكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالقول ان زيارته ووفد اللقاء الديموقراطي كانت للتهنئة بالأعياد "ولاحقاً نتحدث بالسياسة".