لاقت دعوة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى مقاطعة فريق التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على خلفية زيارة محققين عيادة طبيبة نسائية في الضاحية الجنوبية ردود فعل منتقدة من قوى 14 آذار. ورأى رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميّل أن موقف نصرالله يدلّ على أن «هناك مؤسسة حزبية تعتبر نفسها فوق كل المؤسسات، وتدّعي صلاحيات التحكّم بكل القرارات والمواقف الوطنية». واعتبر أن «كلام نصرالله كان موجّهاً الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري والسلطة التنفيذية، وبالتالي على كل هؤلاء أن يجيبوا عن كلام الأمس»، مشدّداً على «التمسّك بالنظام الديموقراطي المتوافق عليه منذ ما قبل الاستقلال حتى اليوم وهذا النظام يحمي الجميع، ولن نفرّط به كرد فعل على الآخرين». واعتبر النائب أحمد فتفت أن «دعوة نصرالله هي عملياً دعوة الى الانتفاضة على المجتمع الدولي». وسأل في حديث الى «صوت لبنان»: «لماذا يضع نصرالله حزبه في موقع المتهَم؟»، لافتاً إلى «أن هناك دائماً مكاناً للتوافق إلا أنه لا يمكن المساومة على المحكمة». وقال رداً على سؤال: «ليس مهماً لقاء الحريري - نصرالله، بل المهم نتيجة هذا اللقاء، إنما بعد كلام السيد نصرالله بالأمس، أصبحت الأمور أكثر صعوبة». واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا أن قراءة نصرالله للحادثة على انها «انتهاك للحرمات» هي «قراءة غير واقعية»، معرباً عن اعتقاده بأن ما جاء على لسان نصرالله هو «وضع جدول زمني لتطبيق كلام سابق ينص على مواجهة المحكمة، وتهديد مباشر غير مقبول، لكننا لن نرد بالطريقة نفسها، لأننا متمسكون بكل ما هو شرعي». وتمنى النائب نضال طعمة في تصريح «لو ان نصر الله ترك للحوار مكاناً، ولوجهة النظر الأخرى احتمالاً بسيطاً يمكن ان تكون له حيثية موضوعية، حرمنا من الوقوف إلى جانبه في حال حصلنا على القرينة بأن كل معلومات المحكمة الدولية تصل إلى إسرائيل». ووضع منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد كلام نصرالله «في سياق السياسة الإيرانيّة الداعية الى مقاطعة كل قرارات الشرعيّة الدوليّة»، معتبراً أنه «لا يريد التعاون مع القرارات الأخرى، ومن هنا يجب وضع أعيننا على القرار 1701 أيضا». واعرب عن اعتقاده ب «اننا لم نصل إلى الحائط المسدود، فإذا تعثر فرض وجهة نظرهم في الحكومة فسيلجأون إلى مجلس النواب لإصدار توصية لوقف التعاون مع الشرعية أو تعديل النظام الداخلي». ووصف النائب السابق سمير فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي دعوة نصرالله ب «الخطيرة جداً لأنه يطلب من لبنان قطع علاقاته بالعالم ووضعه خارج الشرعية الدولية»، مشيراً الى ان «هذا الكلام مرفوض وغير مقبول». واعتبر «حزب الوطنيين الأحرار» أن «قوى الأمر الواقع تتحمل مسؤولية «اعتداء الضاحية الجنوبية»، وقال في بيان أن «حزب الله يخط بيده سطراً من القرار الاتهامي ويضع نفسه في موقع المتهم والمعرقل لعمل المحكمة والعدالة».