جدّد البطريرك الماروني نصرالله صفير تمسكه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان قائلاً: «نحن قلنا إن المحكمة يجب أن تقوم بما عليها من واجب، وعندما يكون هناك جريمة يجب أن يقتص من الذي فعلها. وهذا معلوم لدى جميع الناس، وليس شاذاً ولا أعرف من ارتكب الجريمة، إسرائيل أم غيرها، أياً يكن يجب أن ينال عقابه». وكان صفير يتحدث في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي لدى مغادرته بيروت متوجهاً الى الفاتيكان في زيارة تستمر أسبوعاً، يشارك خلالها في ترقية كرادلة جدد. وكان في وداع صفير في المطار وزيرة الدولة منى عفيش ممثلة رئيس الجمهورية، المطرانان بولس مطر وسمير مظلوم، وشخصيات. وأوضح صفير انه سيجتمع مع البابا بنيديكتوس السادس عشر «وربما يكون الاجتماع عاماً لا خاصاً، وستسير الأمور على ما نعتقد كما كانت تسير سابقاً». وعما إذا كان هناك من رسالة معايدة إلى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله لترطيب الأجواء بينهما، قال: «الأجواء كما أعتقد ليست ملبدة، إنما هي أجواء عادية، ونسأل الله أن يوفق جميع الناس وأن يعيده عليهم عيداً مباركاً». وعما اذا كان يؤيد ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن وجوب ترطيب الخطاب السياسي ودعم مساعي رئيس الجمهورية والأشقاء العرب لا سيما منهم السعوديون والسوريون لحل ما يشهده لبنان حالياً من أزمات، اكد «نحن مع كل ما يهدئ الخطابات التي تلقى في هذه الأيام، وأن يعيش الناس مع بعضهم بعضاً بمظاهر الاحترام وأن يعرفوا أنهم إخوة في المواطنية». واكتفى بالقول عن سبل معالجة تداعيات القرار الظني في حال صدوره: «هذا يتعلق بالقضاء». وعن الموقف الاسرائيلي عن ان حزب الله سيحتل لبنان، قال صفير: «هناك قوانين، ويجب أن تطاع وأن يخضع لها جميع المواطنين، وإذا شذ أحدهم عن القوانين، فله عقابه، وهذا ما نصت عليه هذه القوانين». وقال رداً على سؤال: «شاهد الزور يجب ان يعاقب على فعلته وهذا شيء بديهي، لا ادري عبر من، وانما هذا يعود الى الدولة». وما اذا كان يؤيد دعوة الاتحاد العمالي العام الى النزول الى الشارع، قال: «نحن مع العدالة في كل مكان، ومع الطبقة الفقيرة التي يجب ان يفسح لها في المجال لكي تكتسب عيشها بطريقة مشروعة». وسئل عن اللقاء المسيحي في بكركي، فقال: «نرعى الذين يأتون الينا، والذين اتوا الينا رعيناهم، واذا اتى غيرهم سنرعاهم ايضاً». وحين سئل: بما في ذلك «حزب الله» والعماد ميشال عون؟ اجاب ضاحكاً: «طبعاً، طبعاً، أبوابنا مفتوحة لجميع الناس ولا مشكلة بذلك». وعن إمكان زيارته ايران، قال صفير: «دعينا الى ايران، لكن الظروف لم تسمح لنا حتى الآن بتلبية هذه الدعوة. وعندما تحل هذه الظروف سنعلمكم بها». وتمنى صفير كل النجاح لمساعي رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، قائلاً: «يجب ان يكون هناك تفاهم بين جميع اللبنانيين ليعود لبنان الى سابق عهده من الطمأنينة والاستقرار والسلام». واعتبر أن التهديدات الإسرائيلية للبنان «ليست المرة الأولى التي توجه هذه التهديدات ضد لبنان، فهي كذلك منذ زمن بعيد، ومنذ ان نشأت اسرائيل والتهديد يتوجه دائماً الى لبنان وغيره». وما اذا كان يتخوف على مصير الطوائف المسيحية، قال: «نحن في لبنان ولسنا في العراق، وان المسيحيين كغيرهم من المواطنين المسلمين وسواهم يعيشون في طمأنينة بال ويعيشون مع بعضهم بعضاً كما يعيش الإخوة». وسئل عن المعلومات التي ترددت عن نيته الاستقالة من منصبه، اكتفى بالقول: «الاستقالة ستأتي عندما يحين الوقت وهذا علم الله. ولم يطلب منا هذا الأمر ولسنا الآن في هذا الوارد».