كابول - رويترز - يعشق عبد الستار بندقيته الروسية الى درجة انها تشاطره فراشه... والان تريد الحكومة الافغانية الموقتة اخذها منه. لكنه قال مفاخرا: "انها افضل بندقية في العالم... لا تنكسر ولا تتعطل ولا تسخن". وكانت الحكومة الجديدة حظرت على الاهالي حمل الاسلحة في شوارع كابول، في اول خطوة نحو نزع السلاح في بلد مزقته الحرب التي استمرت 23 سنة. ولم يشرح رئيس الحكومة حميد كارزاي حتى الان ما يقترحه لجمع الاسلحة من سكان لا يزالون يخشون من تجدد القتال، ولا تزال الاسلحة تعني بالنسبة اليهم الثروة والسلطة والمكانة الاجتماعية، حتى ان المثل السائد لدى كثير من الافغان يقول: "اكسب قوتك من فوهة البندقية". ومحل عبد الوكيل الذي يقع في شارع خلفي في سوق كابول متحف لغرام الافغان القديم والدامي بالاسلحة النارية. وفي هذا المحل يمكن شراء كل شيء من بنادق بريطانية ترجع الى مخلفات غزوات فاشلة لافغانستان في القرن التاسع عشر الى البنادق السوفياتية الصنع التي انتجت في الحقبة الشيوعية واحدث بنادق الصيد الصينية المنتجة العام 1999 . وقال عبد الوكيل الذي يعمل في تجارة الاسلحة ابا عن جد: "القيود اقل الان والطلب اكبر. بعض الناس يشتري بغرض الصيد لكنهم يريدون ايضا الاحتفاظ ببندقية في البيت للدفاع". وكان هذا الشارع الخلفي سوق الاسلحة الرئيسي في كابول حيث كان في استطاعة المقاتلين تداول بنادق "كلاشنيكوف" والقاذفات والمسدسات. وقال عبد الوكيل ان محله مرخص له لبيع اسلحة الصيد فقط، لكن هذه الاسلحة تشمل على ما يبدو البنادق الصينية كبيرة العيار في مقابل 30 دولارا الواحدة. وقال محمد احسان 34 عاما الذي جلس في خيمة على الطريق مكتظة باكوام من الزي العسكري والاحزمة القطنية واحزمة الذخائر: "لن يصبح من الممكن شراء هذه الاشياء من هنا بعد الان. على الناس تسليم اسلحتهم... لم تعد هناك حاجة اليها. اكره استخدام الاسلحة وادينه". لكن تداول الاسلحة لا يزال مستمرا خلف الابواب المغلقة بين القادة الذين يوزعونها على قواتهم الكثيرة. ومعظم الاسلحة روسية الصنع سرقت من القوات السوفياتية اثناء غزوها افغانستان او باعتها موسكو ل "تحالف الشمال" عندما كان يحارب "طالبان". ويتراوح سعر بندقية "كلاشنيكوف" بين خمسة وستة ملايين افغاني 200 الى 300 دولار ويراوح سعر مسدس "ماكاروف" حول المبلغ نفسه بينما يقفز سعر قاذف القنابل الى ثمانية ملايين افغاني. ويبلغ سعر القنبلة الواحدة اقل من دولار. وحصل عبد الستار على بندقيته من احد القادة بعد انضمامه الى "تحالف الشمال" عندما كان في ال 18 من العمر. وقال: "تطلب تعلم اطلاق النار عامين... ويمكنني الان اصابة عصفور على بعد مائة متر". وسيحزن عبد الستار لفراق رفيقته لكنه مستعد للتخلي عنها اذا امره قائده بذلك. وقال: "ساسلمها للحكومة عندما تكون عندنا قوة شرطة وجيش لتوفير الامن"،لكن "اذا استمرت دول اجنبية مثل باكستان في التدخل سنحمل السلاح مرة اخرى". وسيكون غريبا عليه بعد سبعة اعوام من القتال ان يتكيف مع الحياة من دون الاحساس بالراحة الذي توفره بندقية تحت وسادته. لكنه يعزي نفسه بالقول: "اظن انني ساعتاد على ذلك بعد يومين".