هرات (أفغانستان) - رويترز - صور جثث مخضبة بدماء لجنود سوفيات على دبابة مدرعة، وأفغانيات منقبات يهللن للمقاتلين من على سطح مبنى بينما تحترق طائرة هليكوبتر فوق رؤوسهن. مشاهد من تصوير بانورامي لحرب أفغانستان ضد الجيش السوفياتي أعادتها الى الحياة لوحة بانورامية من المصيص لتكون القطعة الفنية الرئيسة في أول متحف يخصص للمجاهدين في البلاد. ويقول مؤسس متحف الشعب سيد عبد الوهاب : «هذا العمل للأجيال المقبلة ليفهموا ويروا ما فعله آباؤهم لهزيمة الغزاة». وغزا الاتحاد السوفياتي افغانستان عام 1979 ودعم حكومة كابول الشيوعية حتى عام 1989 حين نجحت المقاومة المسلحة او من يعرفون باسم المجاهدين في التغلب على السوفيات ودفعهوهم الى التقهقر. ويضيف عبد الوهاب: «كنت في الحرب، رأيت الكثير من الجنود الروس القتلى، كان وقتاً عصيباً جداً... حين تضطر للقتال قد تضطر للقتل». وفي ممر طويل مضاء جيداً، تعرض صور نحو 50 قائداً قتيلاً. المشهد الأخير صورة تجسد انتصار المجاهدين على الروس في مدينة هرات حيث يسير المقاتلون في أحد الطرق. وينتهي التاريخ بالمتحف بانسحاب السوفيات ولا يستمر حتى يبين الحرب الأهلية الوحشية التي تبعت هذا، حين شب قتال بين الفصائل الأفغانية المتناحرة أودى بحياة آلاف المدنيين. وكان عبد الوهاب نفسه من المجاهدين في هرات وحين بلغ 19 سنة انضم الى قوات القائد الطاجيكي في الجيش الأفغاني اسماعيل خان الذي سيطر على هرات بعد هزيمة الاتحاد السوفياتي وأصبح حاكمها. ويسهم خان بجزء من تمويل المتحف لكن عبد الوهاب الذي فقد ثمانية من أفراد عائلته في الحرب سدد معظم تكاليفه من مكاسب شركات المقاولات والأمن التي يملكها. وفي احدى الحجرات الكبيرة يعرض عبد الوهاب مجموعة ضخمة من الصور الفوتوغرافية لمقاتلين وقادة آخرين. ويسهل التعرف على الوجوه المألوفة لخان والقائد الطاجيكي المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود الذي اغتالته عناصر «القاعدة» قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر)2001 بيومين ويجله الكثير من الأفغان. ويقول عبد الوهاب وهو امام صورة له حين كان مقاتلاً في اوائل العشرينات من عمره ويحمل فيها حزاماً للطلقات النارية وبندقية كلاشنيكوف في تناقض مع البدلة والقميص الأبيض اللذين يرتديهما: «لدي ذكريات كثيرة، خضت الجهاد لعشر سنوات لأضمن احتفاظنا ببلادنا، أريد ضمان الا تذهب افغانستان في ذلك الاتجاه مجدداً»، ويضيف: «أنا حزين وأشعر بالقلق لأن كل القوات الموجودة هنا الآن لا تتمتع فيما يبدو بنفس قوة المجاهدين، هذا ليس لأن طالبان أقوى الآن ولكن لأن الحكومة ضعيفة جداً». وتملأ صفوف من البنادق الروسية والقنابل اليدوية ومجموعة مذهلة من الألغام الأرضية البلاستيكية صناديق من الزجاج في بهو المتحف. ومزح عبدالوهاب قائلاً «قوات الأمن الأفغانية اليوم لا تملك حتى هذا المستوى من المعدات». وفي حديقة المتحف تعرض بعض أغلى تذكاراته ومنها طائرات هليكوبتر روسية ومقاتلات ومنصات إطلاق صواريخ وكلهااستولى عليها المجاهدون. ويحمل دفتر الزائرين الخاص بالمتحف رسائل شكر وإعجاب من أعضاء في الكونغرس الأميركي فضلاً عن نائب قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان اللفتنانت جنرال البريطاني السير نيك باركر.