في خطوة تؤكد التحوّل الذي طرأ على الموقف الاوروبي دعا مبعوث الاتحاد الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس، من دمشق، الى دعم السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات. واعرب عن أمله في القضاء على "الشبكتين الارهابيتين" في اشارة الى البنية العسكرية لحركتي "حماس" و"الجهاد". وفي موازاة ذلك بدا ان السلطة الفلسطينية استعادت المبادرة وان الضغوط التي مارستها لفرض احترام وقف النار بدأت تعطي ثمارها. فبعد اعلان "حركة المقاومة الاسلامية" تعليق عملياتها ذكر امس انها وافقت على صيغة تقضي بفرض الإقامة الجبرية على أحد قيادييها عبدالعزيز الرنتيسي. وفيما ذكر مصدر امني فلسطيني ان الشرطة اعتقلت مساء امس مسؤول الجهاز العسكري ل"الجهاد الاسلامي" في شمال قطاع غزة شادي مهنا واحد مساعديه، وهو محمود جودة ، واصلت الحركة الحديث عن استمرار "المقاومة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة". لكن مصادر فلسطينية ذكرت ان "الجهاد" اتخذت قراراً بتعليق العمليات الاستشهادية مع رفضها اعلان ذلك. وبعودة الهدوء امس الى قطاع غزة، بعد يوم دامٍ قُتل خلاله ستة مواطنين برصاص قوات الامن الفلسطينية، خفت حدة التوتر والاحتقان وأخذت الاوضاع تعود الى طبيعتها تدريجاً، خصوصاً في مخيم جباليا للاجئين حيث شيع القتلى. وجاء ذلك في اعقاب جهود الوساطة التي بذلتها قوى وشخصيات وطنية واسلامية على مدار الايام الثلاثة الماضية واثمرت اتفاقا بين السلطة و"حماس" يتم بموجبه وضع الرنتيسي قيد الاقامة الجبرية في منزله في غزة حتى إشعار آخر. وتضاربت امس المعلومات عن موقف "الجهاد" من وقف الهجمات، ففي حين اكدت مصادر في الحركة واخرى في السلطة وفصائل فلسطينية ان الحركة اخذت قرارا بتعليق الهجمات لكنها ترفض اعلانه، أكد أكثر من زعيم في "الجهاد" عدم وجود قرار بوقف الهجمات. وقال الناطق باسم الحركة في غزة نافذ عزام ل"الحياة" ان "هناك حوارا مع السلطة بدأ منذ فترة ونحن نتصور ان الامور تسير في اتجاه ايجابي يخدم المصلحة الفلسطينية"، فيما شدد زعيم الحركة الدكتور رمضان عبدالله شلح في مقابلة مع "الحياة" على استمرار المقاومة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة بما فيها العمليات الاستشهادية. وابدى استعداد الحركة ل"تحمل كل ظلم يقع علينا من جانب السلطة وسنعض على الجراح من اجل الحفاظ على وحدة شعبنا وتفويت الفرصة على عدونا بتحويل الصراع معه الى صراع فلسطيني - فلسطيني". وجاء الرد على موقف حركة "الجهاد" من ممثل حركة "فتح" سلطان ابو العينين الذي وجه انتقادا عنيفا للحركة، ووصفها بأنها "انتماء ايراني وتتلقى تعليماتها من ايران"، معتبرا أن مواقفها "مجازفة ومخاطرة وخارجة عن الاجماع الوطني الفلسطيني". وتساءل: "لماذا يحق لقوى اقليمية ايران ان تضبط ايقاعها بعد احداث 11 ايلول سبتمبر في اميركا على الجبهة الجنوبية اللبنانية وتدعونا للمغامرة في فلسطين بمشروعنا الوطني"، في اشارة الى الهدوء السائد بين "حزب الله" والجيش الاسرائيلي منذ اسابيع. من جهة اخرى، طلب الاتحاد الاوروبي من سورية التي تستضيف فصائل فلسطينية معارضة منها "الجهاد" و"حماس"، دعم عرفات في جهوده الهادفة الى وضع حد للهجمات ضد اسرائيل. وقال المبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس بعد لقائه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق انه وجه رسالة بهذا المعنى الى الحكومة السورية وبحث مع الشرع ايضا في "سبل استئناف المفاوضات" السورية - الاسرائيلية المجمدة منذ كانون الثاني يناير الماضي. ونقلت "رويترز" عن موراتينوس دعوته الى القضاء على حركتي "حماس" و"الجهاد" وقوله: "نأمل القضاء على هاتين الشبكتين الارهابيتين بأسرع ما يمكن". واضاف: "نعتقد في هذه المرحلة ان هذه النشاطات العمليات الانتحارية تقوّض المستقبل الفلسطيني".