إسلام آباد، شامان، بيشاورباكستان، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قتل مقاتلان من "الأفغان العرب" ومسؤول في الشرطة الباكستانية أمس خلال مطاردة عدد من مقاتلي تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن فروا اثناء نقل أسرى أول من أمس من ثلاث حافلات كانت تنقل 156 اسيراً في منطقة كورام القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، على ما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية. وقال المصدر ان عدد القتلى في المواجهات ارتفع الى 17، موضحا ان "عشرة من العرب وسبعة من مسؤولي الامن الباكستانيين قتلوا خلال الاشتباكات". وانتشرت قوات باكستانية عبر جبال وعرة أمس في مطاردة واسعة لمقاتلين يشتبه في انهم من مقاتلي "القاعدة" الذين فروا خلال الاشتباكات المذكورة. وقال مسؤول في باراتشينار، المركز الاداري لقطاع كورام القبلي في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، ان قوات من الجيش تمشط براً وجواً مستخدمة مروحيات منطقة اليزاي في هذا القطاع الى الجنوب مباشرة من جبال تورا بورا بحثاً عن نحو 20 مقاتلاً يشتبه في انتمائهم للقاعدة. واضاف المسؤول ان قوات الجيش طوقت المنطقة وانزلت جنوداً على قمم جبلية بينما يمتطي جنود آخرون خيولاً لتسهيل تحركاتهم في المنطقة الوعرة. ويذكر ان باكستان شددت الاجراءات الامنية عند حدودها الممتدة 1200 كيلومتر مع أفغانستان لمنع مقاتلي حركة "طالبان" و "القاعدة" من دخول البلاد. واحتجز ضباط استخبارات باكستانيون مسؤولاً كبيراً من حركة "طالبان" في خطوة هي الاولى من نوعها منذ اطاحة الحركة من السلطة في افغانستان. وشاهد مراسل "رويترز" افراداً يرتدون ملابس مدنية وهم يعتقلون امين الله امين الذي كان مسؤولاً عن الامن في بلدة سبين بولداك الحدودية وعلى الحدود الجنوبية في بلدة شامان. ولم تصدر باكستان تأكيداً رسمياً للاحتجاز. وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أول من أمس ان باكستان اعتقلت مئات من مقاتلي "القاعدة" غير الافغان وغير الباكستانيين الذين فروا من افغانستان ولجأوا الى الاراضي الباكستانية. وقال في مؤتمر صحافي لدى عودته من بروكسيل ان "الجيش الباكستاني يقوم بعمل جيد على طول الحدود. واعتقل عدداً كبيراً جداً من هؤلاء المقاتلين". وكانت السلطات الاميركية أعلنت قبل أيام، وبينما كانت الطائرات الاميركية تقصف مواقع "القاعدة" شرق افغانستان، ان نحو الفين من مقاتليها فروا الى باكستان. وقال رامسفيلد ان المقاتلين الذين اعتقلتهم القوات الباكستانية من دول عدة في الشرق الاوسط ومناطق اخرى. وأضاف: "لدينا اناس يستجوبونهم، ويفعلون كل ما في وسعهم للحيلولة دون انتقال اولئك الذين نسعى في طلبهم في أفغانستان الى بلدان مجاوة يمكنهم احداث ضرر فيها او اعمال ارهابية. فهدفنا هو منعهم، لا مجرد نقل المشكلة من بلد الى آخر". وأوضح ان الاسرى يجردون من أسلحتهم، ويخضعون للتحقيق ثم يتم تصنيفهم "ونحن نشارك في عمليات التحقيق وجمع المعلومات لأنها قد تحتوي على كنز". وأضاف وزير الدفاع: "لدينا احساس أين يوجد بعض هؤلاء الناس، وظفرنا ببعضهم وآخرون ظفروا ببعضهم وبعض لقوا حتفهم وكثير منهم مفقودون". وذكرت شبكة "ان بي سي" الاخبارية ان رئيس استخبارات "طالبان" ورئيس اركان جيشها محتجزان، لكن وزارة الدفاع الأميركية رفضت التعقيب على النبأ. ورفض رامسفيلد ان يوضح هل عبرت قوات اميركية الحدود الى باكستان لمطاردة عناصر "القاعدة" الهاربين. واشار الى وجود سبعة كتائب من قوات الجيش الباكستاني على امتداد الحدود. وشدد على ان الجيش الباكستاني يمكنه رفع "كل الحمل الثقيل".