كابول - رويترز - واجهت النساء الافغانيات المتعلمات اثناء حكم حركة "طالبان" خياراً يقضي اما باعتماد البرقع وملازمة المنزل او مغادرة البلاد نهائياً. أما الطبيبة سهيلة صدّيقي التي ستشغل منصب وزيرة الصحة في الحكومة الموقتة، فاختارت طريقها. فهي لم تغادر كابول خلال حكم "طالبان"، ورفضت ان تبقى تحت وصاية رجل، ورفضت كذلك ارتداء البرقع. وتُعرف صدّيقي في افغانستان كلها ب"الجنرال"، وهي المرأة الوحيدة التي بلغت هذه الرتبة العسكرية. ويقول الدكتور رشيد فيدوهي الذي يعمل في المستشفى العسكري الذي تديره صدّيقي، الجرّاحة المتخرجة من روسيا "كان في امكانها الهروب الى الغرب. اذ لا تنقصها لا الشهرة ولا المال. ولكنها من الاشخاص الذين فضلوا البقاء ومساعدة الاخرين، خصوصا النساء". وكانت الدكتورة صدّيقي مسؤولة عن المستشفى العسكري عندما تولت حركة "طالبان" الحكم في أفغانستان قبل ست سنوات. وطلبت الحركة منها البقاء في عملها لانه تقرر حصر النساء، سواء طبيبات او مرضى، في هذا المستشفى. وقالت صدّيقي لصحيفة "وول ستريت جورنال" "احتاجوا اليّ لأعالج بناتهم ونساءهم". وسُمح للطبيبة بمغادرة المنزل من دون رجل يكون ولياً عليها، بل بمرافقة اختها وهي مهندسة توفيت في وقت سابق من هذا العام. ويشرح الدكتور فيدوهي كيف ان "طالبان" لم تجبرها على الانصياع لأوامرها، قائلاً انها "شخص لا يمكن ان يواجه بالرفض". واليوم لا تزال صدّيقي تكسر القيود ايضاً. فخلال مقابلة اجرتها مع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قالت انها ضد النمط الغربي في تصرف النساء "لا اريد ان تصبح نساؤنا كالغربيات، فهن يستخدمن لأغراض اباحية". واعتبرت في مقابلة الى مجلة "التايمز" ان "خلع البرقع ليس حلاً بحد ذاته، بل يجب ان تعطى الاولوية للتعليم وبناء الاقتصاد واعادة اعمار البلاد. اما الغرب فيركّز على البرقع وعلى مقارنة سياسة طالبان بغيرها، وهي امور سيقررها التاريخ لاحقاً".