} صنعاء - "الحياة" -واصلت السلطات اليمنية حملتها على العناصر المشتبه بانتمائها إلى تنظيم "القاعدة" في محافظتي شبوه ومأرب شرق البلاد. وقالت مصادر أمنية في صنعاء ل"الحياة" إن تعزيزات من وحدات القوات الخاصة التي يقودها نجل الرئيس العقيد أحمد علي عبدالله صالح، ارسلت أمس لدعم قوات من الجيش والشرطة في عملية تعقب المطلوبين. وتبين أن عدد القتلى الذين سقطوا في اشتباكات الثلثاء بلغ 18 شخصاً. وقالت مصادر قبلية إن عملية تفتيش واسعة تجري في قرى مديرية بيحان وعسيلان وبلحارث التي ينتمي إليها أحد المطلوبين ويدعى سليمان بن ثنيان الذي دمر منزله في بيحان. فيما ساد الهدوء في منطقة عبيدة شرق مدينة مأرب إثر الاشتباكات التي وقعت أول من أمس بين قوات من الشرطة والجيش من جهة، ورجال القبائل المسلحين، والتي سقط فيها، استناداً إلى مصادر طبية، 18 عنصراً من القوات الرسمية، وجرح نحو 22 نقلوا إلى مستشفيات العاصمة للعلاج. وأكد مصدر عسكري في صنعاء ان الشهداء سيشيعون اليوم الخميس في موكب رسمي إلى مقبرة الشهداء. في غضون ذلك، أوضحت تقارير صحافية رسمية أن حملة تعقب المشتبهين بالإرهاب تتم بقرار رسمي وبآليات ووسائل وإمكانات يمنية، الأمر الذي ينفي التكهنات التي أثارها بعض المراقبين عن احتمال مشاركة قوات أميركية. وكتبت صحيفة "الثورة" اليومية في افتتاحيتها أمس: "ان ما قامت به قوات الأمن بمساندة وحدات من القوات المسلحة من ملاحقة للعناصر المشتبه بانتمائها إلى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن ومن يؤويهم في منطقتي بيحان وعبيدة يمثل فعلاً من أفعال السيادة والدفاع عن المصالح الوطنية". وأضافت: "بات من المعروف والمؤكد لدى الجميع أن عدم اضطلاع القرار اليمني والإمكانات والوسائل الداخلية بمسؤولية ملاحقة ومكافحة مصادر الإرهاب يترك منافذ الوطن مشرعة أمام التدخلات، ويعرض بلادنا وشعبنا للاستهداف الذي يتجاوز النطاق السياسي إلى ما هو أخطر وأكثر تدميراً، وبذلك يتوفر فعل السيادة في ملاحقة المشتبه بهم طالما أن العواقب تمس تلك السيادة وتنال منها في الصميم". ورأى محللون في صنعاء أن ما أوردته صحيفة "الثورة" يؤكد أن ما تقوم به السلطات اليمنية يندرج في إطار الدفاع عن مصالحها وسيادتها، وتجنب التعرض لأي ضربة أميركية، ويأتي تنفيذاً لالتزامات تعهدتها اليمن بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي في إطار التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب. وكان السفير الأميركي لدى صنعاء ادموند هول أكد أن أهم نتيجة للزيارة التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح لواشنطن أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي هي تقوية التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى "الاتفاق على خطوات عملية وليس على مذكرة تفاهم". وقال إن في اليمن عناصر من تنظيم "القاعدة" مثلها مثل غيرها من بلدان أخرى في العالم، وان "سياسة الرئيس علي عبدالله صالح بخصوص مكافحة الإرهاب سياسة سليمة، ولكن أي خطوات يجب أن تلقى دعماً من الشعب، لذلك من المهم جداً أن يدعم الشعب اليمني والأحزاب والقبائل الرئيس في جهوده لمصلحة اليمن ومكافحة الإرهاب، وتأسيس أمن كامل لليمن". وذكّرت مصادر صحافية رسمية في صنعاء بعدد من العمليات الإرهابية التي وقعت في اليمن خلال السنوات الماضية وألحقت أضراراً كبيرة بالاقتصاد، وبخاصة قطاعي الاستثمار والسياحة. وأشارت إلى تورط عناصر ارهابية غير رسمية في تلك الأعمال. ورجحت أن بين الذين تستهدفهم الحملة الحالية عناصر "أجنبية".