يُقدر حجم سوق المعلوماتية في الشرق الاوسط بنحو بليوني دولار وقال السيد عبدالعزيز الجزار رئيس مجلس ادارة شركة "الشرق الاوسط للحاسبات الآلية" السعودية "ان معدلات نمو السوق الاوسطية تصل الى ضعفي نموها في العالم". وكانت الشركة افتتحت امس ثاني متاجرها في المنطقة بعدما بدأت خطة استثمار 45 مليون دولار في تأسيس سلسلة متاجر معلوماتية في الشرق الاوسط. وفي الوقت الذي يُقدر فيه عدد المشتركين في خدمة الانترنت في السعودية بحوالى 200 الف شخص اصبحت مقاهي الانترنت ظاهرة ملموسة وتخصص بعض احياء الرياض بتقديم الخدمة. ومع تزايد الطلب بدأت النوادي الصحية والفنادق وبعض المنشآت في تقديم الخدمة مجاناً لعملائها والمشتركين في خدماتها اذ اضحت من عوامل الجذب الرئيسية خصوصا لقطاع الشباب والاجانب في البلاد. شهدت العاصمة السعودية موجة بيع لمقاهي الانترنت التي تعبتر من النشاطات الحديثة في السوق ودخلت البلاد مطلع عام 1998 مع سماح الحكومة للشركات بتقديم خدمات الانترنت وفق ضوابط معينة. ورصدت "الحياة" في الاسبوعين الماضيين عرض نحو 12 مقهى في الرياض للبيع من اصل نحو 50 مقهى انترنت في العاصمة. وتأتي هذه الخطوات في اعقاب اصدار امارة الرياض قراراً باقفال المقاهي مع حلول منتصف الليل بعدما كانت تفتح حتى الساعة الثانية صباحاً وربما تمتد الى ساعات الفجر الاولى. وثمنت الاوساط الاجتماعية والتربوية وبعض فعاليات القطاع الخاص القرار بعدما لوحظ اقبال الشباب والمراهقين على هذه المقاهي وقضائهم معظم فترات الليل فيها بعيداً عن المنازل، وبالطبع بعيداً عن الاسرة والواجبات المنزلية والمدرسية. وراوحت قيمة كل من المقاهي المعروضة للبيع بين 35 و75 الف دولار تبعاً للموقع والتجهيزات والامكانات. وقال ل "الحياة" صاحب مقهى معروض للبيع "ان الاقبال تراجع بشكل لافت اذ اعتاد الزوار المجيء ليلاً بعد انهاء ارتباطاتهم كافة، والجلوس الى ساعات متأخرة من الليل يداعبون الشبكة". واعتبر ان القرار الصادر بمثابة قرار تنظيمي له اهدافه الاجتماعية والتربوية "ونحن اخطأنا عند الدخول في مثل المشاريع من دون الاستعداد لاي ظرف او طارىء". من جهته قال السيد عبدالرحمن العبدالله مدير وصاحب احد مقاهي الانترنت "لا نفكر في بيع المشروع لقد بدأناه كمشروع كوفي شوب ثم ادخلنا خدمة الانترنت كعامل مساعد... ان مشكلة المقاهي الاخرى ان نشاطها الاساسي تركز على الانترنت". وقدر العبدالله حجم الاستثمارات في مقاهي العاصمة خلال العامين الماضيين بنحو 20 مليون ريال 5.3 مليون دولار والعوائد على الاستثمار في هذا النشاط بين 20 و30 في المئة سنوياً. واعتبر ان الخسائر محدودة "اذا احسن اختيار الموقع والخدمات المقدمة واعداد الديكورات الملائمة". ولاحظت "الحياة" ان بعض المقاهي اتجه الى اعادة ترتيب اوراقه وايجاد خدمات مساندة مثل الالعاب الترفيهية البلياردو والبيبي فوت وتدشين اقسام للعائلات تتيح للنساء استخدام الانترنت اضافة الى تغيير مواعيد العمل بحيث الغت فترة استراحة الظهر واصبحت تفتح ابوابها للزبائن طيلة اليوم. وحققت شركات تقديم خدمة الانترنت المصرحة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المشتركين لديها في اعقاب قرار الاغلاق المبكر. وقدر مصدر في احدى هذه الشركات نسبة نمو الطلب بما بين 15 و20 في المئة الشهر الجاري. وتوقع المصدر نفسه ان يواصل السعوديون والمقيمون تقديم طلبات اشتراك للخدمة في منازلهم "بسبب التوسع الكبير لاستخدام الشبكة في السعودية". يُشار الى ان مقاهي الانترنت اصبحت ظاهرة ملموسة وبارزة في السعودية وتخصص بعض احياء العاصمة بتقديم الخدمة خصوصا في الجزء الشمالي حيث تتركز مواقعها واصبح من النادر رؤية اي مقهى من دون ان يكون فيه خدمة للانترنت. ومع تزايد الطلب بدأت النوادي الصحية والفنادق وبعض المنشآت في تقديم خدمة الانترنت مجاناً لعملائها والمشتركين في خدماتها اذ اضحت من عوامل الجذب الرئيسية خصوصا لقطاع الشباب والاجانب في البلاد. ولا يوجد تقدير دقيق لعدد مستخدمي الانترنت في السعودية، الا ان التقديرات الاولية تشير الى ان العدد اقترب من 200 الف مستخدم على رغم عدم وجود بنية اتصالات كافية لدى شركات تقديم الخدمة. ولاحظ البعض وجود مستخدمين عبر اشتراكات اقليمية من الدول المجاورة فضلا عن وجود مستخدمين للخدمة حتى قبل دخولها للبلاد عبر الاتصال بمزودي خدمة خارجيين. "ميغاستور كومبيوتر" من جهة ثانية بدأت شركة "الشرق الاوسط للحاسبات الآلية" تنفيذ خطة تقضي باستثمار 45 مليون دولار في تأسيس سلسلة متاجر "ميغاستور" يصل عددها الى 26 متجراً في جميع انحاء الشرق الاوسط. وقال رئيس مجلس الادارة وعضو مجلس ادارة شركة "كمبيومي" العالمية السيد عبدالعزيز جزار ان شركته التي تمثل شركة ""كمبيومي" في المنطقة تنوي افتتاح هذه المتاجر في مصر والكويت وابوظبي وبيروت والدوحة والبحرين وسورية والاردن وتونس والمغرب وتركيا واليونان وباكستان اضافة الى ثلاثة متاجر في السعودية والمتجر الذي تم افتتاحة في دبي. ودشنت الشركة امس في الرياض ثاني متاجرها الضخمة تحت اسم "كمبيومي" كاكبر متجر للحاسب الالي ومستلزماته في الشرق الاوسط. وذكر السيد جزار ان الشركة بدأت نشاطها بعد ثلاثة اعوام من دراسات السوق. ولاحظ ان حجم سوق المعلوماتية في الشرق الاوسط يصل الى نحو بليوني دولار. وقال: "ان معدلات نمو السوق تصل الى ضعف معدلات النمو الدولي".