تشهد سورية في الايام القليلة المقبلة خطوة جديدة في مجال ادخال خدمة الاتصالات الحديثة الى البلاد عبر السماح لجميع المواطنين باستخدام خدمة "البريد الالكتروني" E-MAIL دوليا امام جميع المستفيدين من خدمة الهاتف كخطوة اولى تعقبها الخطوة الاهم وهي السماح بخدمة انترنت بعدما توافرت جميع التجهيزات اللازمة لذلك. وقالت مصادر في "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" ان خدمة البريد الالكتروني سيتم فتحها رسمياً خلال كانون الثاني يناير الجاري بعد الانتهاء من عمليات الربط بدارة دولية ليتمكن المشتركون بعدها من ارسال واستقبال المعلومات والمراسلات التجارية مع الخارج مباشرة عبر حواسب شخصية بعد طلب الرقم 190 وادخال الرمز السري. وتوقعت المصادر الاعلان عن البدء في خدمة انترنت في سورية في آذار مارس خلال انعقاد المؤتمر المعلوماتي الكبير الذي تحضر له "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" وهي الجهة المهتمة بوضع البرامج الوطنية للسياسة المعلوماتية في البلد. وعلى رغم ان سورية متأخرة في مجال استخدام الكومبيوتر قياساً الى بعض الدول الا ان الجمعية عكفت في الاعوام الاخيرة على "كسر الحاجز بين الكومبيوتر والافراد" وبدأت في تنفيذ برنامج وطني للتدريب على ادخال الحاسوب يغطي كل نواحي سورية ويشمل كافة الشرائح في شكل مجاني. وقالت المصادر ان خدمة "البريد الالكتروني التي تعتبر اهم خدمات انترنت تمت السيطرة عليها ويمكن حجب بعض المواقع غير المرغوب فيها عن طريق مخدم مركزي يستخدم لأنترنت اكثر منه للبريد الالكتروني". ولفتت الى انه سيتم تخصيص المشتركين وفق شرائح معينة وان الخطوة الثانية ستكون توسيع هذه الشبكة لتشمل شريحة واسعة من المستفيدين من هذه الخدمة التي ستحل الى حد كبير مكان الخدمات القديمة كالتلكس والفاكس. وزادت المصادر ان المؤسسة سعت الى توفير هذه الخدمة انطلاقا من الخبرة التي اكتسبتها من تشغيل شبكة انترنت التجريبية الخاصة بالمؤسسات والدوائر الحكومية خلال عام من دخول انترنت الى هذه المؤسسات وان الخطوة المقبلة سيتم فيها السعي نحو فتح باقي خدمات انترنت امام المشتركين باعتبار ان شبكة البريد هي نفسها شبكة انترنت وان عملها سيقتصر مبدئيا على "البريد الالكتروني" مع ابقاء مبدأ العمل ذاته لجهة مرور كل المعلومات على المخدم المركزي وستكون "مؤسسة الاتصالات" هي الجهة المنفذة المزودة لجميع هذه الخدمات. وكانت "المؤسسة العامة للاتصالات" و"الجمعية العلمية" اقامتا مشروعاً لربط معظم مؤسسات الدولة والجامعات بانترنت، ذلك تحت اشراف الدكتور بشار نجل الرئيس حافظ الاسد. وتوقعت المصادر ان يبلغ عدد المشتركين في البريد الالكتروني في المرحلة الاولى نحو عشرة الاف وسيرتفع عددهم في الفترة اللاحقة على حساب مستخدمي الفاكس والتلكس بعد ان تتضح الفروقات الكبيرة بين مزايا الخدمتين لجهة ارسال صور حية ناطقة بدل رسائل ورقية اضافة الى فروقات الاسعار والتي تحسب بليرتين سوريتين عن كل دقيقة ارسال اينما كانت جهة الارسال. وقالت المصادر ان تجهيزات المشروع من افضل التجهيزات العالمية وهي من ماركات "اي. بي. ام" و"سيسكو" و"صن" وتم توريدها من احدى الشركات المحلية بقيمة عشرة ملايين ليرة سورية مئتا الف دولار. وسيتم وصل الشبكة مع شبكة "ايونت" الدولية في امستردام او فرانكفورت بدائرة ضوئية عرضها 64 كيلوبايت على الثانية.