قبل سنة واحدة فقط، كان تحويل الصور العادية صوراً الكترونية امراً فائق الصعوبة، ويستلزم آلات متطورة ومكلفة. وبلغت الأمور حد ان البعض فكر في الاستثمار في هذا النشاط، واطلقت شركات على الانترنت، حققت ارباحها من هذا العمل. يبدو ان هذا الامر الى تغيّر، وربما كان على تلك الشركات ان تغلق ابوابها، فقد صار في وسع مستخدم جهاز الكومبيوتر ان يدخل صور الكرتون الى لغة الارقام الالكترونية. وأخيراً، أنتجت شركة "باناسونيك" اليابانية جهاز مسح ضوئي SCANER، بسيط وسهل الاستعمال، يحول الصور العادية صوراً رقمية. ويمكن ادخال افلام سيليلويد، من النوع المستخدم في الكاميرات العادية، الى جهاز "برايم فيلم"، فيحولها صوراً رقمية مباشرة، ومن دون الحاجة الى التظهير والتحميض، وبمعدل صورة كل 35 ثانية! واضافة الى وضوح الصور والوانها، يمكن الجهاز من تكبير الصور الى ثمانية اضعاف حجمها العادي. وكما هو الحال، فان الصور الرقمية تحفظ على الكومبيوتر، وكذلك في الاقراص المرنة والاسطوانات المدمجة، اي انها تبقى الى الابد، ولا تبهت ابداً. وكذلك يمكن ارسال هذه الصور عبر الانترنت الى اي مكان. هل هنالك وجه سيئ لهذا الاستخدام؟ نعم. فمنذ ظهور الماسحات الضوئية زادت مشكلات الاجهزة الامنية مع مزوري العملة الذين اعطاهم الكومبيوتر قدرات لم يكونوا ليحلموا بها ابداً. ويمكن تخيل عمل تزوير عالمي، فمن تعوزه "الخبرة المناسبة"، في امكانه الاستعانه بخبراء التزوير في بلد ما، الذين يقدرون على ارسال تصاميم العملة المزورة عبر الانترنت. فلا يبقى عليه سوى الطباعة والورق والحبر المناسب. وليست هذه اموراً سهلة التدبير، فمن القصص الشهيرة عن مكافحة التزوير في الولاياتالمتحدة، ان احد البارعين زور كمية كبيرة ومتقنة من فئة العشرين دولار. وفي الطريق، جلس في قهوة وطلب شراباً مثلجاً، ثم اعطى النادل ورقة من المال المزور. لكن يده كانت قد بللت من الغشاء الرقيق الذي تراكم على سطح كأس الشراب، فتحلل الحبر وانكشف الغش!