برلين - رويترز - ازدحمت البنوك الألمانية أمس الاثنين بالمواطنين الراغبين في شراء مجموعة خاصة من العملات المعدنية لليورو الأوروبي تمهيداً لطرحه للتداول الشهر المقبل. وعلى رغم تساقط الثلوج والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، اصطف الألمان خارج آلاف فروع البنوك في كل أنحاء أكبر دولة أوروبية لشراء المجموعة التي تصل قيمتها إلى 20 ماركاً تسعة دولارات من القطع المعدنية، قبل التداول الرسمي للعملة الجديدة في 1 كانون الثاني يناير المقبل. ويثير طرح اليورو لدى الكثيرين في المانيا مخاوف أو مشاعر حزن لانتهاء عصر المارك، حيث أظهرت استطلاعات الرأي بشكل مستمر تردد عدم استعداد عدد كبير من الألمان لاستبدال المارك باليورو. ولاحظ المراقبون أن المخاوف في المانيا من التداول بالعملة الموحدة هي الأعلى بين الدول ال12 الأعضاء في منطقة اليورو، إذ أن سكانها البالغ تعدادهم 82 مليون نسمة يتعلقون بشكل غير عادي بالمارك الذي كان رمزاً نادراً للكبرياء الوطني لعقود عدة. وكان المارك أحد ركائز الاستقرار الاقتصادي منذ صدوره عام 1948 واستطاع أن يكون إحدى العملات الرئيسية في العالم إلى جانب الدولار والين. وأنهى اصدار المارك الحالي عصراً شهد ارتفاعاً هائلاً في نسبة التضخم وخفض قيمة العملة المحلية، ما أهدر مدخرات جيلين من الشعب الألماني منذ منتصف العشرينات حتى أواخر الأربعينات من القرن الماضي. وبذل القادة السياسيون والماليون في المانيا جهوداً كبيرة في الأعوام الثلاثة الماضية لتبديد المخاوف في شأن اليورو. وفي احتفال رمزي في فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا، ليل أول من أمس، باع ارنست فيلتيكي رئيس البنك المركزي الألماني بوندسبنك أول مجموعة خاصة تضم 20 قطعة معدنية من اليورو. وكان يتوقع بيع 5.53 مليون مجموعة أمس في المانيا. وتجاوز الطلب على المجموعة التي تهدف إلى تعريف الألمان بالعملات الجديدة المعروض بكثير. وبدأ توزيع المجموعة الخاصة في هولندا وفرنسا وايرلندا الخميس الماضي وفي ست دول أخرى يوم السبت.