سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التطورات الأخيرة تتلاءم مع خطة وضعها الجنرال دغان عشية الانتخابات الأخيرة لرئاسة الحكومة . الهجوم يقضي بإعادة احتلال أجزاء واسعة من المنطقة أ وضرب مؤسسات السلطة "لإحداث تغيير استراتيجي"
الناصرة - "الحياة" - تؤكد تصريحات مسؤولين عسكريين كبار في الجيش الإسرائيلي أن قادة الدولة العبرية يتجهون نحو تصعيد آخر في العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني. ونقلت الاذاعة العبرية عن أحدهم خشيته من تصعيد خطير قد يؤدي إلى تدهور شامل في المنطقة. وعلى رغم الحديث عن إمكان تخفيف حدة العدوان مع حلول عيد الفطر، أكدت المصادر العسكرية أن الجيش سيستأنف ضرباته العسكرية العنيفة، وأن الحديث عن "عملية عسكرية متدحرجة". وقالت الاذاعة ان ضباطاً كباراً في الجيش أبلغوها عدم معرفتهم بتفاصيل العملية المخطط لها باستثناء مواصلة محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله والقصف الجوي وتنفيذ الاعتقالات وإعادة احتلال مساحات واسعة من المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية والبقاء فيها. وزادوا أن الهدف من العملية الضغط على السلطة الفلسطينية وضرب رموز سيادتها "بهدف إحداث تغيير استراتيجي في اوساط الفلسطينيين في المدى البعيد". ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصدر أمني قوله إن العمليات العسكرية الأخيرة هدفت أساساً إلى "حشر الرئيس الفلسطيني في الزاوية واذلاله من خلال محاصرته". وكتب المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" اليكس فيشمان يقول إن ما يحدث اليوم نتاج شرك نصبه رئيس الحكومة ارييل شارون وأوقع فيه الرئيس الفلسطيني. وتابع ان التطورات الأخيرة ليست محض الصدفة، إنما تتلاءم تماماً والخطة التي وضعها الجنرال المتقاعد مئير دغان عشية الانتخابات الأخيرة لرئاسة الحكومة في شباط فبراير الماضي وتنطلق من اعتبار شارون الرئيس الفلسطيني "قاتلاً لا يمكن التفاوض معه ومن اعتقاد شارون بأن اتفاقات أوسلو جلبت الويلات لإسرائيل ويجب العمل على دفنها"، واعتماداً على هاتين النقطتين رأى شارون، حتى قبل انتخباه أن عرفات خارج الاعتبار. ويستذكر المعلق تفاصيل "خطة دغان" وكان نشرها في آذار مارس الماضي وتعتمد أولاً "الحصول على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة والتنسيق مع مصر والأردن" ثم العمل على الفصل بين عرفات والقريبين منه وبين الشعب الفلسطيني. ويتابع ان الخطة تقتضي تفكيك مناطق السلطة إلى كانتونات وان تجري إسرائيل اتصالات مع قادة ومسؤولين ميدانيين ليكونوا عنوانها في المفاوضات حول التسوية "وهؤلاء يشكلون في المستقبل القيادة الفلسطينية". كما تتطرق الخطة إلى تدمير أجهزة البث التابعة للسلطة، وإلى محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالدبابات. ويشير المعلق إلى غياب خطة لدى دغان وشارون حول كيفية الخروج من المناطق الفلسطينية بعد اجتياحها.