أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة "ايه.بي.ام" للدفاع المضاد للصواريخ حتى تتمكن من نشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ ضد دول غير مأمونة الجانب. فيما حذر عسكريون روس من بدء سباق تسلح جديد في العالم. وقال بوش في تصريح للصحافيين في البيت الابيض: "لا استطيع ولن اسمح ببقاء الولاياتالمتحدة جزءاً من معاهدة تمنعنا من التزود بأنظمة دفاعية فاعلة". وأشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متفق معه على ان العلاقات بين موسكووواشنطن لن "تتضرر" بفعل انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة. وفي موسكو جاء رد الفعل الأول من الكرملين على لسان الناطق باسمه سيرغي ياسترجمبسكي الذي ذكر ان القرار الأميركي "كان متوقعاً ولا يثير لدى موسكو أي مخاوف". وأضاف ان روسيا تملك مخزوناً صاروخياً ونووياً يكفي لضمان امنها لسنوات طويلة. واستبعد ياسترجمبسكي ان تتأثر العلاقات الأميركية - الروسية بالقرار الأخير، مشيراً الى ان مستوى هذه العلاقات وصل الى درجة رفيعة تمكن الطرفين من تجنب ما وصفه ب"لحظات ضعف". ولفت الى ان حلفاء واشنطن في حلف شمال الاطلسي يعارضون ايضاً خططها من دون ان يؤدي ذلك الى تدهور في العلاقات بينهم. لكن ياسترجمبسكي اعترف بأن موسكو "لا ترى ان مبررات واشنطن للقرار كانت مقنعة". غير ان الهدوء الذي ميز الموقف الرسمي لم ينسحب على الأوساط البرلمانية والعسكرية. اذ اجمعت مختلف الكتل البرلمانية بما فيها اليمينية على التنديد ب"مضمون القرار الأميركي وتوقيته". ووصف زعيم كتلة "الوطن عموم روسيا فياتشسلاف فولودين الخطوة الاميركية بأنها "خطأ سياسي كبير" ستكون له عواقب سلبية. وأشار الى ان احداث أيلول سبتمبر الماضي اظهرت انه لا توجد دولة في العالم محصنة ضد الارهاب ما يعني ان بناء الأمن الاستراتيجي للعالم لكن لا يمكن ان يتم الا بعمل مشترك قد تقوضه الخطوة الأميركية الأخيرة. وفي هذا السياق اعتبر نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان قسطنطين كوساتشيف ان القرار الأميركي سيفسد المناخ الايجابي من الثقة والتعاون الذي ساد علاقات الجانبين. غير ان رد فعل العسكريين الروس كان اشد حدة. ووصف ناطق باسم لجنة الدفاع البرلمانية القرار بأنه "اشارة سيئة وضربة قوية الى الصينوروسيا وفرنسا" فيما حذر رئيس الأركان اناتولي كفاشنين من "سباق تسلح جديد" وأكد ان تخلي واشنطن عن التزامها المعاهدة يهدد الأمن الاستقرار ليس في روسيا وحدها ولكن في العالم كله. ورأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية فلاديمير فولكوف ان اصرار الولاياتالمتحدة على المضي في مشروعها لبناء شبكة الدفاع الصاروخي بعد انسحابها من "اي بي ام" ليس موجهاً بالدرجة الأساسية ضد روسيا ولكنه يهدد الصين وكوريا الشمالية. وحذر من احتمال لجوء كوريا الى تطوير قدراتها الصاروخية بعد القرار ما يعني بدء سباق بين الكوريتين قد تنضم اليه الصين ثم الهند وباكستان. وأشار الى ان روسيا من جهتها ستضطر الى اعادة النظر في جميع اتفاقات حفض المخزون النووي الموقعة، وحذر من انضمام عدد من الدول التي لم تطور قدرات نووية بعد الى جلسة سباق التسلح الجديد.