هددت موسكو بتطوير تكنولوجياتها الصاروخية وبدء سباق جديد للتسلح في حال اصرار الولاياتالمتحدة على الانسحاب من معاهدة الدفاع الصاروخي التي اعتبرها وزير الدفاع ايغور سيرغييف "الحجر الأساس" للتوازن الاستراتيجي. وأيده في ذلك نظيره الألماني ردولف شاربينغ الذي حذر خلال زيارته لموسكو امس، من مغبة اخطار على "هيكلية الأمن الدولي". ورد المارشال سيرغييف بحدة على نائب الرئيس الاميركي ريتشارد تشيني الذي قال ان الولاياتالمتحدة تحتفظ بحق الانسحاب من المعاهدة المبرمة بين موسكووواشنطن عام 1972، اذا لم توافق روسيا على تعديلها. وأكد وزير الدفاع الروسي ان "نقض المعاهدة سيؤدي الى اطلاق جولة جديدة من سباق التسلح بما في ذلك في القطاع الأشد خطراً وهو التكنولوجيات الصاروخية". ومعلوم ان المعاهدة سمحت لكل من الطرفين بوضع صواريخ مضادة للصواريخ في مناطق محددة لكنها لم تسمح بنشر شبكة تغطي كل الأجواء الوطنية، في حين تنوي الولاياتالمتحدة اقامة مثل هذه الشبكة بحجة اتقاء اخطار بلدان تطور اسلحة هجومية مثل كوريا وايران. وأوضح النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة فاليري مانيلوف ان موسكو لن تقبل أي "تحوير" للمعاهدة. وذكر ان انتهاك واشنطن لبنودها سيدفع روسيا الى اتخاذ "اجراءات جوابية". وقال الخبير العسكري يوري ليبريف ان روسيا قد تطور صواريخ "توبول - ام" بشكل يصبح كل منها قادراً على حمل ثلاث قنابل نووية تنطلق في اتجاهات مختلفة ما يجعل التصدي لها صعباً، اضافة الى انها قد تركب صواريخ مجنحة على قاذفات القنابل الاستراتيجية. ويحظى الموقف الروسي بدعم الصين وعدد من الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة والتي ترى أن وجود "مظلة" صاروخية تحمي القارة الأميركية وحدها، سوف يخفض من "حاجز الخوف من الحرب" ويدفع واشنطن الى اتخاذ قرارات خطيرة.