"ماجدة الخطيب" فنانة عاشت بين أبناء الجيل الذهبي للسينما المصرية، فأخذت منه الالتزام وحب الفن، واستطاعت ان تترك بصمة في الادوار التي اسندت اليها في ظل وجود عمالقة التمثيل. "الحياة" التقتها وسألتها حول انطلاقتها الاولى سينمائياً... - بدايتي كانت عن طريق المخرج "حسن الامام" فهو الذي اكتشفني وعمل لي "تيست" ومن خلاله تعرفت على حسام الدين مصطفى وعملت معه في اول افلامي "بقايا عذراء" في العام 1962. ثم طلبني الممثل والمخرج محمود اسماعيل لاعمل معه في فيلم "حب ودلع". ورغم ان حسن الامام هو الذي اكتشفنى الا اننى لم اعمل حتى العام 1967 عندما مثلت معه فيلم "قصر الشوق". في فترة البداية هذه من هم النجوم المفضلون لك وكانوا مثلاً أعلى؟ - كنت "مبهورة" بشادية وهند رستم وفاتن حمامة وليلى مراد، وفي السينما العالمية كان مثلي الاعلى سوزان هيوارد، وانجريد برجمان وبيتي ديفز، واودري هيبورن.. عملت مع عبدالحليم حافظ في فيلم "البنات والصيف" كيف وقع عليك الاختيار؟ - هذا الفيلم اشتغلته بالصدفة. كنت في الاسكندرية وكنت اعرف عبدالحليم حافظ وعدداً من فريق العمل، فوجدتهم يصورون فيلم "البنات والصيف" وطلبوا مني الاشتراك فيه مع البنات اللواتي في الفيلم فرحبت وكأن الأمر لعبة، ولكني أعتز جداً بتمثيلي مع العندليب في المسلسل الوحيد له في الاذاعة وهو مسلسل "ارجوك لا تفهمني بسرعة" اخراج محمد علوان. ما هي اهم المحطات الرئيسية لك في السينما؟ - المحطة الاولى هي محطة البدايات والتي عملت فيها مع عدد كبير من المخرجين مثل حسام الدين مصطفى وكمال عطية ومحمود اسماعيل وغيرهم. واسفرت هذه المحطة عن افلام مثل "الجبل" و"قنديل ام هاشم" و"البعض يعيش مرتين" وغيرها. المحطة الثانية عملي مع المخرج حسن الامام وتقديمي معه مجموعة افلام مهمة في حياتي مثل "قصر الشوق" و"بنت من البنات" و"شقة مفروشة" و"دلال المصرية" و"امتثال". المحطة الثالثة وهي محطة النضج الفني وتعاوني مع المخرج حسين كمال وتقديمي لافلام "ثرثرة فوق النيل" و"الحب تحت المطر" و"حبيبي دائماً" و"ارجوك اعطني هذا الدواء" وأيضا لا انسى دوري الجميل مع ممدوح شكري في فيلم "زائر الفجر". لماذا خضت تجربة الانتاج في فترة كنت فيها نجمة ومطلوبة سينمائياً؟ - في احد الايام وجدت المخرج "ممدوح شكري" يعرض عليّ فكرة فيلم في خمس صفحات، شدتني وأعجبتني هذه الفكرة، وطلبت منه ان يستعين باحد معه في كتابة السيناريو لانني من خلال متابعتي لأفلامه الاولى وجدت ان السيناريو عنده ضعيف، وبالفعل اتفقنا مع رفيق الصبان وكتب سيناريو فيلم "زائر الفجر" عندي في البيت، وبدأت اعرضه على منتجين كبار على مؤسسة السينما ولكنهم قابلوا فكرة الفيلم بالرفض التام، فوجدت ان احلام ممدوح شكري وآماله ستضيع فقررت خوض تجربة الانتاج، وعانيت كثيرا من الرقابة وظل الفيلم في العلب لمدة 5 سنوات، وخسرت فيه مادياً لكنه على المستوى النقدي نجح جداً. وبعد ذلك انتجت افلام "توحيدة" و"في الصيف لازم نحب" و"الهروب من الخانكة" و"البيت الملعون" وأنا فخورة بكل ما أنتجته. ما اصعب ادوارك سينمائياً؟ - شخصية امتثال في فيلم "امتثال" لأنها شخصية بعيدة عني وعن طبيعتي تماماً، شخصية راقصة وبنت ليل ولكني احببتها لانها شخصية حقيقية كانت موجودة في الثلاثينات وهي التي انهت عصر البلطجة في مصر ودفعت حياتها ثمناً لكملة "لا" ورغم انها راقصة الا انها عرفت تقول "لا" للطاغية في وقت لم يكن احد يستطيع ان يقول "لا". هي راقصة صاحبة مبدأ!! وايضا شخصيتي في فيلم "زائر الفجر" شخصية الصحافية الملتزمة التي لها خط سياسي، ويقبض عليها مع مجموعة من زملائها وتضعف وتعترف عليهم، وتعيش بعقدة الذنب، وتعيش بالرعب من زوار الفجر وبالفعل تموت بسبب رعبها، وحتى أوصل كل هذه الانفعالات كان كل هذا يحتاج مجهوداً وتركيزاً. ومن الادوار التي اتعبتني صحياً دوري في فيلم "الهروب من الخانكة". هل بالضرورة ان تكون اصعب الادوار هي احب الادوار؟ - لا ... ليس ضرورياً.. وقمة الصعوبة ان تمثل البساطة والطبيعية. كيف تحّول ماجدة الخطيب دورها من مجرد كلمات الى دم ولحم ومشاعر؟ - اولاً.. أنا لا اعرف التمثيل أما ان أحب الشخصية فأمثلها، او اكرهها ايضا فأمثلها.. ثانياً: عندما يُعرض عليّ دور، ادرس الشخصية التي امثلها وابحث عن نشأتها والبيئة التي تربت فيها، واصمم لها ملابسها طبقاً لحالتها الاقتصادية، وفي كثير من الافلام اعمل هذا دون ان يكون السينارست كتبه، ولكن من عشقي لهذه المهنة، ابحث عن هذه المنمنمات البسيطة لابراز الشخصية وتحديد ملامحها حتى تصبح من دم ولحم... هل انت من انصار مدرسة التقمص الكامل في التمثيل؟ - لا.. يصح أن يتقمص الممثل تقمصاً كاملاً، لكن يجب أن يكون عقله يقظاً، فحتى تسيطر ماجدة الخطيب في انفعالاتها على الاميرة مثلا التي ألعبها او الفلاحة او العالمة يجب ان يكون مُخي صاحياً، لكن هذه مدرسة موجودة وانا احترمها دون ان اعرف كيف اكونها، ولا اعرف كيف اعيشها وانا عندما أوافق على لعب شخصية أعيشها في البيت مع نفسي، ولكن بمجرد وجود احد، او جرس الباب يدق فأنا ماجدة الممثلة والانسانة ولست الشخصية. ما الذي يجذبك في اي دور يعرض عليك؟ - احب النص الجيد والمخرج الفاهم، بغض النظر عن طول الدور او قصره. وماذا عن تجربتك السينمائية مع رأفت الميهي؟ - تجربة جميلة وكنت متخوفة جداً من هذه التجربة لأن مدرسته مختلفة عن مدرستي.. في التمثيل، مدرسته لم تكن تجذبني، ولكن عندما اقتربت منه وتعاملت معه وجدته موجهاً جيداً للممثل، ومثلت معه "تفاحة" و"ست الستات"، وهو فنان له خط معين، ومنتج لا يبخل بجهده ولا ماله على السينما..