كثر الحديث هذه الأيام عن الارهاب والإرهابيين، وتعمل الدول الكبرى جادة لإيجاد تعريف للإرهاب، والتفريق بين الارهاب وحق الدفاع المشروع عن الأوطان والممتلكات. وهذا بلا شك جميل. فإن استطاعوا فسوف يسهمون في القضاء على الارهاب كما يحلو لهم ان يسمّوه. ولكن في واقعنا المرير ارهاباً مقنّعاً لن يستطيعوا اكتشافه، ولا يُرى بالعين المجردة، ولكن عواقبه وخيمة تهدم المجتمعات، وتجمّد الطاقات، وتنخر بناء الوطن حتى يتهاوى وينهار. وهذا النوع من الارهاب نجده متفشياً في مجتمعنا العربي والاسلامي، ونحن غافلون عنه لا نعيره اي اهتمام. وقد نطلق عليه من المسمّيات ما يلطف من شناعته، فيمر علينا من دون اكتراث منا، وفي غفلة من سلطات الأمن والضمير الحي الحريص على مصلحة الوطن، وفي غياب الوطنية الحقة. ان كل من يساعد ظالماً على ظلم اخيه فهو ارهابي. وكل من يتوسط ويشفع لمخالف للأنظمة او توظيف من لا يستحق الوظيفة على حساب غيره، فهو ارهابي. وكل من لا يخلص في عمله ويعطي الوظيفة حقها، ويتكاسل في مهام وظيفته ويراعي مصالحه الشخصية، ويقدمها على مصلحة العمل فهو ارهابي. وكل مسؤول قرّب جماعته ووضع رجلاً غير مناسب في مكان غير مناسب له، فهو ارهابي. وكل انسان جلس على كرسي وهو يعلم انه ليس كفياً له، واستمر يخادع المسؤولين، ويظهر على اكتاف غيره، فهو ارهابي. وكل من غش وخادع واختلس وزوّر الحقائق، لينال مصلحة ما، او ليحقق هدفاً شخصياً، فهو ارهابي. كل هؤلاء وغيرهم ممن يمكنك ان تقيس عليهم، يندرجون على قائمة الارهاب. الظهران - محمد بن حمد خليص الحربي