فتح بيان الاتحاد الأوروبي الذي طالب الرئيس ياسر عرفات بإعلان وقف الانتفاضة وتفكيك حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" شهية الاسرائيليين على المطالبة بترجمة الضغط الديبلوماسي الى لغة العقوبات الاقتصادية ووقف المعونات المالية للسلطة الفلسطينية "في حال لم يتجاوب رئيسها مع المطالب الدولية الملحة بمحاربة الارهاب". ونقل عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله ان "على الاتحاد الأوروبي أن يوضح لعرفات ان عدم تجاوبه يعني خنقه اقتصادياً". ورحبت اسرائيل ب"التقدم الملحوظ" في الموقف الأوروبي من النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. ونقل رئيس الحكومة ارييل شارون ارتياحه العميق من البيان الأوروبي الى مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في لقائهما امس. وعزت أوساط ديبلوماسية في تل ابيب التغيير النوعي في موقف الاتحاد الذي طالما اعتبرته اسرائيل منحازاً للفلسطينيين، الى الموقف الاميركي الحازم المؤيد لاسرائيل في تصعيدها ضد الفلسطينيين والى التفجيرين في حيفا والقدس قبل عشرة أيام. وتابعت ان قادة الاتحاد الأوروبي غاضبون على عرفات "الذي لا يثبت على موقف". وابلغ وزير الخارجية شمعون بيريز الاذاعة العبرية امس ان وزراء خارجية الاتحاد تبنوا في بروكسيل موقف اسرائيل القائل ان الفلسطينيين لن يحرزوا أي تقدم إذا لم يخضعوا لسلطة واحدة. وأضاف ان نظراءه الأوروبيين استمعوا الى موقفه وشرحه في أجواء طيبة للغاية مهدت للتغيير النوعي في موقف الاتحاد. وزاد ان مسؤولين في السلطة الفلسطينية أبلغوه ان عرفات توصل الى قناعة تقول انه يتحتم عليه اتخاذ قرار استراتيجي "ونحن بانتظار اعلانه عن هذا القرار". ورحب وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ببيان وزراء الخارجية الأوروبيين واعتبره تأكيداً على استخفاف الأوروبيين بالرئيس الفلسطيني وبجديته في مكافحة الارهاب". ودعا بن اليعيزر الرئيس الفلسطيني الى ان يبدي "نضوجاً ويصدر قراراً يقول فيه صراحة ماذا ينوي فعله والى أي هدف يسعى". وكتبت صحيفة "معاريف" افتتاحيتها في شأن ما اسمته "انجاز شارون"، وقالت ان رئيس الحكومة يكاد لا يصدق حجم الدعم الاميركي لسياسته ولضرباته العسكرية للسلطة الفلسطينية وحملته ضد الرئيس عرفات، واصبح في نظر الاميركيين "زعيماً كبيراً في ما يرون في عرفات ارهابياً". وتحدثت الاذاعة العبرية عن البيان الصادر عن مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في الدوحة "الذي لم يخرج عن دائرة الاستنكار والادانة لاسرائيل، وغياب قرارات عملية من شأنها عرقلة التحرك الاميركي في المنطقة". وكتب المعلق تسفي بارئيل في "هآرتس" ان قرارات المؤتمر ليست سوى ثغرة للتهرب من اتخاذ قرارات عملية وجاءت للحيلولة دون عقد مؤتمرات اخرى تبحث في القضية الفلسطينية. وتابع ان لا مفعول لما تضمنه البيان "الذي لا يشكل سوى غطاء معنوي للفلسطينيين". وانهى ان الدعم المعنوي من ايران وسورية للموقف الفلسطيني لا يشكل بديلاً للدعم المصري والأوروبي الذي يبحث عنه الرئيس الفلسطيني. وتواصل اسرائيل حملتها العالمية ضد عرفات. وكشف امس عن ملصقات وزعت في دول أوروبية وفي اميركا تحمل صورة للرئيس الفلسطيني مركبة من مئة صورة صغيرة تتحدث كل منها عن عملية انتحارية في مدينة اسرائيلية. وتنضم هذه الملصقات الى كراسات خاصة تضمنت "المواد التحريضية ضد اسرائيل" في كتب التدريس في السلطة الفلسطينية.