اينما كان اسامة بن لادن مختفياً اليوم، في جبال تورا بورا الافغانية أم خارجها، فإن الصوماليين الذين بالكاد يحاولون الخروج من حروبهم الاهلية، يتعرضون لضغوط ويعيشون حال توتر تزداد كلما ضاق الخناق على زعيم "القاعدة" واتباعه من دون ان يظهر لأي منهم أثر. راجع ص 15 فالولاياتالمتحدة التي لا تملك دليلاً على ان بن لادن لا يزال في جبال افغانستان، تقول ايضاً ان ليس لديها بالتالي دليل على انه خرج من هذا البلد، ولا تستبعد في الوقت نفسه ان يحاول واتباعه الفرار. ولكن الى اين؟ الصومال!... تقول واشنطن، ثم تحذر هذا البلد وغيره من ان قواتها ستواصل تعقب انصار "القاعدة" داخل افغانستان او في دول اخرى اذا نجحوا في الفرار عبر الحدود. الى ذلك، رددت الولاياتالمتحدة اخيراً قضية اخرى، وهي انها تجري تحقيقات للتأكد من علاقة تربط بين شبكة "القاعدة" وحركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية، مما يعني في حال ثبُت لديها وجود هذه العلاقة، ان هذه الحركة ستكون هدفاً من اهداف الحرب التي تشنها على الارهاب. سبب آخر يحمل اميركا على استهداف مواقع "الاتحاد الاسلامي" في الصومال، وهو ان بن لادن سبق ان اعترف للمرة الاولى العام 1996 بأن القوات التابعة لشبكته هي التي قتلت حوالى 20 عسكرياً اميركياً في الصومال العام 1993. وتحاول واشنطن التوصل الى دليل يشير الى العلاقة بين "الاتحاد الاسلامي" الصومالي وبن لادن من جهة، وبين هذين التنظيمين والهجمات على واشنطن ونيويورك في 11 ايلول سبتمبر الماضي، او على سفارتيها في نيروبي وتنزانيا في العام 1998. "الحياة" حصلت من مقديشو على وثائق من جهة صومالية فاعلة تشير الى مواقع محتملة يمكن ان يلجأ اليها زعيم "القاعدة" في حال فراره من افغانستان، كما تعرض نشوء الحركة الاسلامية الاصولية في الصومال، خصوصاً "الاتحاد الاسلامي". والى جانب الوثائق تحقيقات عن فترة مقتل الجنود الاميركيين في الصومال تحاول رصد اي دور لبن لادن او "الاتحاد الاسلامي" آنذاك. كما تحدثت الى المهندس حسين عيديد نجل الجنرال الراحل محمد فارح الذي قال ان والده نسق مع الولاياتالمتحدة قبل ارسال قواتها الى الصومال، وتعهد مطاردة قوات "الاتحاد" قبل انزال مشاة البحرية الاميركية في مقديشو العام 1992.