لا تعتزم فرنسا اتخاذ اجراءات لتجميد أرصدة المنظمات التي وردت اسماؤها ضمن اللائحة الثالثة التي أعدتها الولاياتالمتحدة أخيراً في اطار مكافحة الارهاب، وتتضمن "حزب الله" ومنظمات فلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة "حماس". وأوضح مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان فرنسا كانت تلقت اللائحتين الأوليين اللتين تضمنتا اسماء أشخاص ومنظمات مرتبطة من قريب أو بعيد بمنظمة "القاعدة" وباسامة بن لادن، فعملت فوراً على تجميد الأرصدة المتعلقة بهاتين اللائحتين. وأضاف انه في ما يتعلق باللائحة الثالثة، فإن فرنسا لم تبادر الى اتخاذ الاجراءات المطلوبة، لأنها اعتبرت ان الولاياتالمتحدة نفسها أقرّت بأن المنظمات التي وردت اسماؤها في اطارها، لا علاقة لها ب"القاعدة" وبن لادن، وليس هناك بالتالي ما يدعو الى تجميد أرصدتها. وتابع المصدر انه، وبخلاف الأسماء المدرجة في اللائحتين السابقتين، فإن "حزب الله" وسواه من المنظمات المدرجة في اللائحة الثالثة، لا شأن لها بتفجيرات 11 أيلول سبتمبر، ولذلك لم تر فرنسا ان عليها ان تتبنى كل اللوائح التي يعدها الأميركيون، وانها حرة في اختيار الوصف الذي ينبغي اطلاقه على هذه المنظمة أو تلك، وانها ليست ملزمة بتصنيف هذه المنظمة أو تلك بأنها ارهابية لأن الولاياتالمتحدة تعتبرها كذلك، خصوصاً اذا لم تكن على علاقة بعمليات 11 أيلول الارهابية. واعتبرت مصادر فرنسية مطلعة ان اقدام الولاياتالمتحدة على اعداد اللائحة الثالثة وتأكيدها عبر ديبلوماسييها انها لا تعبر عن موقف جديد كونها تعتبر "حزب الله" ارهابياً منذ زمن طويل، هدفه إبقاء نوع من الضغط على سورية ولبنان و"حزب الله" ليدركوا ان عليهم التزام الحذر الشديد وتجنب القيام بأي عمل ضد اسرائيل. ورأت المصادر ان الخطوة الأميركية تشكل المزيد من الضغط على لبنان الذي سيواجه عرقلة من جانب الولاياتالمتحدة، في اطار سعيه لدى الأسرة الدولية الى التخفيف من اعباء ديونه. وتوقعت المصادر ان يكون هذا الموضوع في صلب المحادثات التي يجريها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان التقى نظيره الأميركي جورج بوش في واشنطن يوم الثلثاء الماضي.