اعلنت طاجيكستان، بعد اوزبكستان، استعدادها لاقامة قواعد عسكرية اميركية في اراضيها. وأكد الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف ان الخبراء الاميركيين يدرسون تحديث ثلاثة مطارات عسكرية في بلاده. وفيما دعا علماء الدين المسلمون في القوقاز الى وقف الضربات لافغانستان في شهر رمضان، طلب الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني من الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر الذي يزور دوشانبه حالياً أسلحة ومعدات عسكرية ل"سحق" حركة "طالبان". وقال رحمانوف، بعد محادثات مع الرئيس التركي، ان القيادة الطاجيكية "تدرس عروضاً ولا تستبعد عند الاقتضاء" ان تضع مطاراتها تحت تصرف الائتلاف الدولي المناوئ للارهاب. وأوضح ان حكومته عرضت استخدام مطارين عسكريين على الأميركيين في مناطق متاخمة للحدود الأفغانية، في مدينتي قلاب وكرغان تبه، اضافة الى مطار خوجند المدني في شمال البلاد. وشدد على ان بلاده مستعدة لمنح قواعد للاميركيين "إذا اقتضت الضرورة"، اضافة الى استخدام مستشفيات عسكرية لمعالجة الجرحى من القوات الاميركية و"تحالف الشمال" الأفغاني المعارض. ويرى المراقبون ان هذه العروض قد تكون مؤشراً أكيداً الى وجود نيات لبدء عملية برية واسعة في افغانستان، انطلاقاً من أراضي طاجيكستان التي ستكون البلد الثاني في آسيا الوسطى الذي يسمح بإنشاء قواعد عسكرية فيه. وكانت اوزبكستان وافقت على اقامة قاعدة في خان اباد على بعد 200 كيلومتر من الحدود الافغانية، لكن الخطوة الطاجيكية تكتسب طابعاً سياسياً وعسكرياً مهماً إذ ان دوشانبه هي "الراعي" الأساسي ل"تحالف الشمال"، اضافة الى انها أقرب حليف لروسيا في المنطقة، مما يعني ان موسكو اعطت ضوءاً أخضر لمشاركة واسعة الى جانب الأميركيين. وعلى الصعيد السياسي، أكد رحمانوف ان بلاده تريد ان تظهر في كابول "حكومة صديقة". وقال ان الدول المجاورة لافغانستان ينبغي ان يكون لها رأي مسموع في تشكيل مثل هذه الحكومة. في موازاة ذلك، اجتمع الرئيس التركي مع رباني الذي أكد انه ليس في حاجة الى جنود وامدادات بشرية، بل "نريد اسلحة ومعدات عسكرية لنسحق طالبان". وقال ان حكومته تتعهد القضاء على الارهاب وتدمير قواعده. ونقل مستشار الرئيس التركي للشؤون الدولية شابان ايلدن عن سيزر ان 90 من افراد القوات الخاصة التركية سيتولون تدريب قوات "تحالف الشمال" والاشراف على نقل المساعدات الانسانية وتوزيعها. وشدد على أن تركيا ترفض مشاركة "طالبان" في أي تشكيلة حكومية مقبلة، مشيراً الى أن هذه الحركة "ليست مجموعة اثنية بشتونية بل هي ايديولوجيا مناقضة لمبادئ الاسلام". وفي باكو عقد كبار رجال الدين المسلمون في شمال القوقاز وجنوبه مؤتمراً بعنوان "الاسلام نقيض للارهاب" استنكروا فيه الاعتداءات على نيويوركوواشنطن، لكنهم استغربوا ان تجري عمليات مكافحة الارهاب في مناطق اسلامية فقط. ودعوا الى اعتبار رمضان "شهر السلام والرحمة" ووقف الغارات الجوية على افغانستان خلاله. وشدد الشيخ رادي عين الدين دئيس مجلس المفتين في روسيا على ان واشنطن وعدت ب"غارات جراحية"، لكنها تقصف المساكن والمستشفيات ومستودعات الغذاء. وأضاف ان العالم الاسلامي اخذ يتساءل هل تحارب الولاياتالمتحدة الارهاب ام تقاتل الافغان المسالمين. ونفى عين الدين ان تكون منظمات اسلامية في روسيا نظمت حملات لارسال متطوعين الى افغانستان لمساندة "طالبان"، لكنه كشف في الوقت ذاته وجود نيات لارسال خبراء كانوا شاركوا في الحرب السوفياتية ضد افغانستان لكي يقاتلوا ضمن صفوف "تحالف الشمال".