قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان هناك أفكاراً أوروبية لإطلاق التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لكن أي "مبادرة" لم تتبلور بعد في هذا المجال. وأوضح ان الفكرة تقوم على "ضمان اقامة دولة فلسطينية حقيقية ومستقلة ذات سيادة، مع ضمان أمن اسرائيل ضمن أمن للجميع". واعتبر موسى ان "استمرار مواجهة الارهاب بعد انتهاء الحرب في افغانستان لا يعني استمرار استخدام الوسائل العسكرية ضد الارهاب". وقال ان "موقفنا واضح كمجموعة دول عربية: اذا اتسعت دائرة الاعمال العسكرية لتوجه الى دولة عربية فهذا سيخرج الموضوع عن أهدافه، وسينعكس على التفاهمات الجارية" في اطار الحرب على الارهاب. وأعلن ان العواصم العربية تلقت "تأكيدات رسمية وغير رسمية" بأن "لا استهداف لأي دولة عربية"، مرجحاً ان "لا يستمر التحالف اذا توجه ضد دولة عربية". وأشار الى ان الصومال "حالة خاصة" لأنه "ليس دولة وانما شراذم من القادة المحليين الذين اساؤوا كثيراً لبلادهم"، لكنه نبه الى وجود حكومة في مقديشو "لا بد ان يتحدث اليها الجميع ويتعاون معها". وجدد الأمين العام لجامعة الدول العربية تحذيره من ان العرب لن يخدعوا بمجرد استئناف عملية السلام التي لا تؤدي الى تحقيق النتائج المرجوة. وابلغ موسى عدداً من الصحافيين في لندن على هامش زيارته الحالية لبريطانيا ان كل المقترحات التي تهدف الى تحقيق تسوية عادلة متوافرة وان الأمور لا ينبغي ان تستغرق وقتاً طويلاً. واكد مرة اخرى حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال قائلاً: "ما دام هناك احتلال اجنبي عسكري فستكون هناك مقاومة". واشار الى أهمية حصول الفلسطينيين على دولة تكون قابلة للبقاء. ورداً على سؤال هل يؤيد العمل العسكري الاميركي في افغانستان قال موسى: "ليس من الامور المهمة ما إذا كنا نؤيد ذلك أم لا... اننا نتفهم محنة اميركا". وأضاف: "إن الخلاف العميق يتعلق باتجاه السياسة نحو اسرائيل، كذلك بانحياز اميركا الواضح الى اسرائيل، وهو أمر يثير غضب العرب والمسلمين في العالم". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية ان هناك عدداً قليلاً من الناس يؤيدون الافكار المتطرفة وذلك نتيجة لخيبة الأمل القائمة. وبالنسبة الى افغانستان حض موسى على ان يلقى أسامة بن لادن "محاكمة عادلة" اذا ما تم القبض عليه. وطالب بوقف العمليات الجوية ضد افغانستان في أقرب وقت ممكن. ورداً على سؤال آخر وجه موسى اللوم الى السياسة الاميركية تجاه اسرائيل، قائلاً انها تؤدي الى تعميق التوتر بين العالم الاسلامي واميركا. وعقد موسى بعد ظهر أمس محادثات مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو شملت الأزمة في الشرق الأوسط وضرورة توفير حل عادل في المنطقة يضمن عودة الأراضي العربية المحتلة، وانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان والأراضي الفلسطينية على حد قول ديبلوماسيين عرب في لندن. وفي الوقت نفسه وجه سترو الشكر لموسى على الدعم المعنوي الذي قدمته الجامعة العربية في مكافحة الارهاب الدولي والتحالف القائم لهذا الغرض. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان سترو أشاد على وجه الخصوص بالتصريحات المهمة التي أدلى بها موسى أخيراً وقال فيها ان بن لادن لا يمثل العرب أو المسلمين. وكان مقرراً ان يلقي موسى مساء أمس كلمة أمام مجموعة من النواب البريطانيين المهتمين بالقضية الفلسطينية ويرد على اسئلتهم.