خلت مباراة الاهلي المصري والترجي التونسي من الاهداف مساء أول من أمس في ملعب القاهرة الدولي في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال افريقيا لكرة القدم، وباتت كفة الترجي أرجح للفوز في ملعبه في 17 الجاري في لقاء العودة، والتأهل لنهائي البطولة للعام الثالث على التوالي. والعجيب - وهو ما يفخر به أنصار الترجي - أن فريقهم لم يسمح للفرق المصرية بهز شباكه عبر خمس مباريات خاضها في بطولات الاندية الافريقية على الاراضي المصرية، وانتهت كل مباريات الترجي الخمس ضد الترسانة 1987 والاهلي 1990 والزمالك 1994 والاسماعلي 1995 والاهلي 2001 بالتعادل السلبي. ولكن الاكيد أن الحظ وقف مع الترجي وعاند الاهلي، فخرج "الذهبي والاحمر" بتعادل لا يستحقه وفقاً لسيادة أصحاب الارض الكاملة على المباراة. ويكفي الاشارة الى أن عصام الحضري حارس مرمى الاهلي وقائد الفريق، شاهد المباراة في غالبية فتراتها من موقعه في اللقاء من دون مشاركة جادة في أحداثها بسبب ندرة هجمات الترجي، وعندما استدعي للعمل أنقذ مرماه من تسديدة البرازيلي اديلتون. الحظ عاند الاهلي في حدثين واضحين، أولهما في الدقيقة الثامنة عندما مر علاء ابراهيم مهاجم الاهلي من ثلاثة من مدافعي الترجي داخل منطقة الجزاء، وأعاقه الاخير بضربة قوية في كاحلة، وكان الحكم الموريشيوسي كيم لي تشونغ قريباً، جداً من الحدث ولم يحتسب ركلة جزاء واضحة ومستحقة. والثانية في الدقيقة 77 عندما سدد ابراهيم سعيد من 30 متراً بقوة ومرت الكرة من الحارس محمد الزوابي ولكن العارضة اعادتها الى الملعب، وكان النيجيري صنداي لاعب الاهلي الاقرب الى الكرة وأعادها نحو المرمى فاصطدمت بالحارس الواقع بلا حركة وعادت مجدداً الى صنداي نفسه فسددها في المرمى الخالي ولكن القائم رد ها بعناد، وذهبت الى علاء ابراهيم الذي سدد للمرة الرابعة في 5 ثوان لترتطم بمدافع وتتحول الى ركنية. وكان لاعبو الاهلي علاء ابراهيم والسيراليوني تشيرنو ووائل رياض تسابقوا في إهدار الفرص السهلة أمام مرمى الترجي، ولم يكن الحارس الزوابي في مرماه عندما سدد تشيرنو ووائل رياض بعيداً غير مرة. الترجي اعتمد اسلوباً دفاعياً بحتاً، لم يتوقعه أحد من المدرب الجزائري علي الفرجاني، ووضع ستاراً من خمسة لاعبين أمام المرمى وأربعة في نصف ملعبه، واعتمد على البرازيلي رينالدو وحده في الامام لكنه لم يفعل شيئاً. وبرز من التوانسة راضي الجعيدي وبشير السحباني ومعين الشعباني ووليد عزايز في ألعاب الهواء ولكن الفريق لم يترك انطباعآً طيباً بسبب الاداء الدفاعي الدائم. واعتمد الاهلي على مجموعة من الشباب، وعلى رغم نشاط وائل رياض وأحمد ابو مسلم وابراهيم سعيد إلا أن قلة الخبرة لم تساعدهم، واضطر البرتغالي جوزيه الى اشراك ثلاثة من أصحاب الخبرة تباعاً بنزول وليد صلاح الدين وخالد بيبو وسيد عبد الحفيظ. وعقب المباراة قال الفرجاني ل"الحياة": "حصلنا على أحسن نتيجة ممكنة وقدمنا مباراة متوازنة، ويخطئ من يظن أننا دافعنا فقط، ولاحت لاديلتون ورينالدو ومراد المالكي والرياحي 4 فرص كبيرة للتسجيل. ولا يمكن اظهار الفرحة الآن لان المباراة لم تنته والجولة الثانية في ملعب المنزه ستكون صعبة للغاية". وقال جوزيه: "أقدم التهنئة لكل لاعبي الاهلي، وأعتذر للجمهور الضخم الذي ساند الفريق في عدم الفوز... وأوجه كل اللوم والغضب لحكم المباراة الذي لم يحتسب ركلة جزاء بالغة الوضوح في بداية المباراة. الاهلي اكتسح منافسه على مدار 90 دقيقة، ولكن عدم التوفيق كان زائداً وحرمنا من الفوز بكل تأكيد".