لم ينم عشاق الأهلي في كل مكان في مصر ليلة أول من أمس، واستمرت مواكبهم واحتفالاتهم وهتافاتهم ومظاهراتهم في الشوارع والميادين حتى ساعة مبكرة من صباح أمس. الجميع في مصر لم يصدقوا أن الأهلي تعادل مع الترجي التونسي 1-1 في ملعب المنزة في إياب نصف نهائي دوري أبطال افريقيا لكرة القدم، واستفاد من تعادله السلبي في القاهرة في لقاء الذهاب، وتأهل للمرة الأولى منذ 14 عاماً إلى الدور النهائي لهذه المسابقة. أنصار الأهلي كانوا متشائمين بسبب النتائج المهزوزة للفريق في الموسم الحالي - محلياً وقارياً - ونقص الخبرة في صفوفه وعدم التوفيق الذي لازم لاعبيه في القاهرة، وأخيراً العقدة التونسية للكرة المصرية. لكن الأهلي الذي حلّ قبل أسابيع العقدة الجزائرية بفوزه على شباب بلوزداد 1-صفر في الجزائر، تمكن أيضاًً من حلّ العقدة التونسية وأقصى الترجي في عقر داره. في الدقيقة 77 من المباراة خشي سكان القاهرة - من غير هواة كرة القدم - من حدوث زلزال عنيف يشابه ما حدث في 12 تشرين الأول اكتوبر عام 1992، اهتزت القاهرة بكل عنف، ولكن الهزة هذه المرة كانت من صرخات وصيحات وقفزات الملايين من عشاق الأهلي عندما عانقت كرة سيد عبدالحفيظ النجم المصري العائد بعد غياب طويل شباك الحارس التونسي محمد الزوابي مسجلة هدف التأهل للنهائي على حساب الترجي الذي أقصى الأهلي قبل 11 عاماً في البطولة ذاتها في القاهرة في سيناريو مماثل. الغريب والعجيب والطريف، أن هدف الأهلي في تونس جاء من التسديدة الوحيدة لبطل مصر على مرمى الحارس الزوابي، ودعمها الحظ لتكون هدف التعادل والتأهل بنسبة نجاح مئة في المئة. الهدف، وهو الأول لعبدالحفيظ مع الأهلي منذ 8 شهور - غاب بسبب اصابة عنيفة وجراحة في الركبة - جاء بيمناه من 40 ياردة عندما لمح الحارس الزوابي متقدماً أمام مرماه بلا داع، وذهبت الكرة في المكان والزمان اللذين طلبهما عبدالحفيظ وسقطت خلف الزوابي في الشباك. وكان البرازيلي اديلتون تقدم للترجي بهدف مبكر جداً في الدقيقة الثانية بمجهود فردي بعدما تخلص من ثلاثة من مدافعي الأهلي، وارسل كرة أرضية بالغة القوة في مرمى عصام الحضري. عناصر تعادل الأهلي في تونس خارج ملعبه ارتكزت على مجموعة عناصر، كان أولها التألق اللافت لعصام الحضري الذي منع شباكه من الاهتزاز بكرات لو سكنتها ما لامه احد، وثانيها المستوى العالي للمدافع المتميز ابراهيم سعيد، وهو لاعب من طراز عالمي ويمكنه أن يصنع الفارق دائماً، وثالثها براعة عبدالحفيظ في خطف هدف التعادل، ورابعها التغييرات الصحيحة التي أجراها المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه دا سيلفا في الشوط الثاني بإشراك المهاجمين عبدالحفيظ ووائل رياض وخالد بيبو، وخامسها الروح القتالية العالية والإصرار الكبير لنجوم الأهلي على تحقيق نتيجة جيدة في تونس. وعلى العكس كانت اسباب خروج الترجي التي تركزت في الاعتماد على الهدف المبكر واللجوء لاستهلاك الوقت، وعدم استغلال الارتباك الشديد لظهيري الأهلي أبو المجد وأبو مسلم في الشوط الأول، وعدم وجود عمق هجومي ونقص الدعم من وسط الملعب، ثم التغيير غير الموفق بإخراج الهمامي مصدر الخطورة على دفاع الأهلي واشراك حسان الرياحي منح الدفاع الفرصة للراحة وللهجوم المعاكس، واخيراً عدم استغلال الفرص السانحة والخطأ الفادح للزوابي.