كشف الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات العامة السعودية، ان الرئيس السوداني عمر البشير "عرض على السعودية تسليم اسامة بن لادن وطلب ضمانات على سلامته من أي مطالبة شرعية. فقيل له ان الشرع يسود فوق كل شخص، ولا نستطبع اعطاء هذه الضمانات فلجأ بن لادن الى افغانستان". ونفى الأمير تركي الفيصل في الحلقة الثالثة من حديثه الى "تلفزيون الشرق الأوسط" ام.بي.سي امس، أن تكون المملكة قدمت أي مساعدات الى "طالبان"، مؤكداً انها أوقفت كل أنواع الدعم للأحزاب الأفغانية، بعد انتهاء الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، وبعد بدء الحرب الاهلية بين الفصائل. وقال ان السعودية "استمرت فقط في تقديم المساعدات الانسانية من خلال منظمات الإغاثة الاسلامية والدولية"، بعد بدء الحرب بين الفصائل الافغانية. وأضاف: "ليس صحيحاً مطلقاً أننا قدمنا مساعدات لأي حزب افغاني. وطالبان لم تتسلم قرشاً واحداً من السعودية منذ انشاء الحركة حتى اليوم. كنا نقول دائماً لكل الاحزاب أوقفوا القتال بينكم ثم نساعدكم". وأوضح ان أول اتصال للسعودية مع حركة "طالبان" جرى بينه وبين الملا محمد رباني من قادة الحركة، بناء على توصية من وزير الداخلية الباكستاني آنذاك. وعن الدور الاميركي في اقامة حركة "طالبان" قال الأمير تركي ان واشنطن "التفتت الى قضايا اخرى بعد انسحاب السوفيات من افغانستان ولم تعد تعيرها الاهتمام. الاميركيون لم يكونوا نشطين في الشأن الافغاني. اعتقد انه لم تكن لهم صلة ب"طالبان". وما ذكر عن مشاريع لشركات اميركية لنقل الغاز من تركمانستان عبر افغانستان صحيح. هذه الشركات كان لها اتصال بحركة طالبان التي كان نفوذها يتسع وبدأت توفر الأمن والاستقرار. لا أعلم بدعم من هذه الشركات لكنني لا استبعد ذلك". وتحدث عن ممارسات "طالبان" في المناطق التي سيطروا عليها. وروى كيف أسروا زعيم حزب أفغاني شيعي ووضعوه في طائرة مكبّل اليدين على أساس نقله من جبهة القتال "لكنهم القوا به حياً من الطائرة. هذا تصرف همجي. أسير ومكتّف اليدين تعامله مثل هذا التعامل". وأضاف ان "طالبان" تصرفت أيضاً تصرفات سيئة في مناطق أخرى ذكر منها باميان "حيث سبوا سحلوا ونكّلوا بالناس". وقال ان هذه التصرفات "تدينهم".