نفى كبير الناطقين باسم حركة "طالبان" الأفغانية المولوي وكيل أحمد متوكل أمس صحة ما تردد عن حصول صدامات بين حراس أسامة بن لادن من العرب وحراسه العشرة من "طالبان". وأضاف وكيل أحمد في تصريحات الى "الحياة" أمس أن هذه التقارير لا أساس لها من الصحة. وكان بذلك يرد على معلومات أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" التي أشارت الى حصول إطلاق رصاص بين حراس ابن لادن العرب والأفغان . ونفى المولوي وكيل أحمد أن يكون وجود ابن لادن في أفغانستان مشكلة للحركة، أو أن الأخيرة "منزعجة" من بقائه. وشدد على أن من حقه العيش في أفغانستان "كونه جاهد بماله ونفسه" ضد القوات السوفياتية "ولكن ليس من حقه استخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين". وأضاف: "إذا أحب أن يغادر إلى أي بلد فنحن لا نمانع. ولكن في الوقت نفسه لن نطلب منه المغادرة ولسنا منزعجين من وجوده وهو لا يمثل مشكلة بالنسبة الينا". واستغربت مصادر ديبلوماسية وأفغانية معنية بملف ابن لادن تصريحات نسبتها الصحيفة الأميركية الى ممثل "طالبان" في الأممالمتحدة عبدالحكيم مجاهد، ومفادها ان وجود أسامة بن لادن في أفغانستان "لا ينفع شعب أفغانستان". ولم يستبعد بعض المصادر أن يصار إلى تغييره بعد نفي من كابول لكلام نُسب اليه في السابق. ولم يستبعد بعض المصادر الأفغانية أن يعاود ابن لادن الظهور قريباً، معتبرة أن استمرار اختفائه يعرّض حياته للخطر كون حكومة حركة "طالبان" لن تكون عندئذ مسؤولة عن حياته وأمنه، خصوصاً إذا لم يكن يطلعها على مكان وجوده. وفي القاهرة، قال اصوليون عرب ان التقرير الأميركي عن وقوع مواجهات بين حراس ابن لادن وعدد من ضباط حركة "طالبان" الأفغانية "مغرض ويهدف الى إحداث وقيعة بين الحركة وابن لادن". وأكد هؤلاء، في اتصالات هاتفية أجروها مع مراسل "الحياة" في القاهرة، أن عشرة من مقاتلي "طالبان" مستمرون في حراسة ابن لادن الذي لا يزال موجوداً داخل الأراضي الأفغانية. وقالت أن تنسيقاً يتم بين العشرة وبين عرب غالبيتهم من المصريين المقيمين مع ابن لادن في شأن اساليب حراسته. وأشاروا الى أن عناصر إسلامية تقوم بدور جهاز استخبارات خاص بابن لادن رصدت تحركات ومحاولات تستهدف وضع خطط "لاصطياد" ابن لادن ومن معه من المطلوبين، فنصح باختيار مكان آخر غير قندهار ليقيم فيه، والتوقف لفترة عن استخدام الهواتف النقالة، أو عقد لقاءات صحافية لتفادي حدوث أخطاء قد تتسبب في وقوعه في قبضة الاميركيين. وأكد السفير الأفغاني في القاهرة سيد فضل الله فاضل،پوهو موالٍ للرئيس برهان الدين رباني، "عدم توافر معلومات حول نشاط ابن لادن منذ خروجه من قندهار". على صعيد آخر، اعلن مبعوث الأممالمتحدة في افغانستان الديبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي ان الفصائل الافغانية اتفقت على عقد محادثات مباشرة في عشق اباد تركمانستان في العاشر من آذار مارس الجاري. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في اسلام اباد ان "طالبان" وفصائل المعارضة الشمالية اتفقت على اجراء المحادثات في حضور مسؤول بارز في الأممالمتحدة.