لم يكن أي عربي عاش في أفغانستان قبل سنوات ليصدق عينيه بعد ما بثته شاشات التلفزيون امس من قيام أفغاني بسحل عربي أسير أو اقتياده بطريقة مهينة كالتي حدثت إثر دخول "تحالف الشمال" الأفغاني إلى كابول. وفي وقت انتقد بعض القيادات الأفغانية التي شاركت في مؤتمر عن أفغانستان دعا إليه الرئيس الباكستاني السابق فاروق ليغاري دعم العرب لفصائل أفغانية ضد أخرى، فانهم شددوا على أن المعاملة التي شوهدت على شاشات التلفزيون كانت سيئة للغاية. وتتفاوت التقارير إزاء الوجود العربي في أفغانستان. إذ فيما يمكن لعناصر "طالبان" أن يذوبوا في أحزاب أفغانية تتشاطر وإياهم عرقية ولغة وأفكاراً واحدة، فإن هذا الأمر غير متيسر ل"الأفغان العرب" الذين يقدر بعضهم عددهم بالآلاف وسط بيئة تتناقض تماماً مع عاداتهم ولغتهم وتقاليدهم. وعلمت "الحياة" أن الأفغان العرب توزعوا في الجبال والكهوف التي قاتلوا منها خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان. ولعل سيطرة بعض قادة المجاهدين السابقين مثل زعيم الحزب الإسلامي يونس خالص على الولاياتالشرقية يقدم مساعدة الى "الأفغان العرب" الذين يحظون بعلاقات وطيدة معه، إذ يتردد أن خالص هو الذي قدم أسامة بن لادن إلى زعيم "طالبان" ملا محمد عمر عندما كانت الحركة تنتشر وتتوسع. وأفيد أن العشرات من "الأفغان العرب" لا يزالون متحصنين في ولاية قندز شمال أفغانستان على الحدود مع طاجيكستان. اذ امتنعت قوات التحالف عن اقتحام المدينة التي تحصن فيها نحو ألفين من العرب مع شيشانيين كانوا يقاتلون إلى جانب"طالبان"، بعدما أدركت أنهم سيدافعون بشراسة إذا سعت قوات التحالف إلى اقتحام المنطقة. وتقدر المصادر الأفغانية أن عدد الأسرى والقتلى العرب خلال عملية الدخول الى كابول بالعشرات، فيما تمكنت غالبيتهم من اللجوء إلى الجبال. ويعتقد بعض هذه المصادر بان الأفغان العرب فوجئوا بسرعة تهاوي حركة "طالبان" التي يبدو انها لم تبلغ حتى أنصارها من الباكستانيين والأفغان في الخطوط الأمامية بانسحابها، مما أوقع عدداً منهم أسرى وقتلى، فيما ترى مصادر أخرى أن الاتصالات قطعت مع بعض المجموعات الباكستانية والعربية في الخطوط الأمامية بسبب القصف الأميركي وهو ما أوقع هذه المجموعات في الأسر.