جدد المغرب اتهاماته للسلطات الاسبانية بأنها مسؤولة عن الأزمة الراهنة التي تجتازها علاقات البلدين الجارين منذ فترة. وصرح ناطق باسم الخارجية المغربية ليل الاحد ان المعلومات التي عرضها وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى أمام البرلمان المغربي الاسبوع الماضي حول دوافع سحب المغرب سفيره عبدالسلام بركة من مدريد "ثابتة" وان ردود فعل اسبانيا تجاهها لا تلغي المسؤولية حيال أسباب تردي علاقات البلدين. وقال المسؤول المغربي ان سلطات بلاده ابلغت حكومة مدريد انزعاجها من سياستها المنافية لاوقات الصداقة "وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الاسباني جوزيف بيكي المغرب مرتين في مطلع تشرين الأول اكتوبر وفي نهايته التي تزامنت واستضافة المغرب المنتدى الأورو - متوسطي" حول الارهاب. وأوضح الناطق ان تصريحات المسؤولين الاسبان المعادية للمغرب شملت الموقف من الهجرة غير المشروعة التي قالت اسبانيا انها "مصدر للارهاب"، وكذا ملف الصيد الساحلي حين دعت بلدان الاتحاد الأوروبي الى فرض عقوبات على الرباط لرفضها تجديد الاتفاق. إضافة الى الموقف من تطورات قضية الصحراء الذي بلغ ذروة التحيز "عندما نظمت مصالح اسبانية استفتاء رسمياً لمستقبل السكان". ورأى المسؤول المغربي ان العداء الاسباني لبلاده تمثل ايضاً في تجميد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين منذ فترة، وفي إرجاء مواعيد انعقاد القمة المغربية - الاسبانية التي كانت مقررة قبل نهاية الشهر الجاري. الى ذلك، رجحت المصادر ان يعرض وزيرا خارجية المغرب محمد بن عيسى واسبانيا جوزيف بيكي الى الوضع المتدهور لعلاقات البلدين على هامش اجتماع المؤتمر المتوسطي لوزراء الخارجية الذي تستضيفه بروكسيل. لكن ذلك رهن الطرف الذي يتخذ المبادرة، خصوصاً ان المغرب ما زال مصراً على سحب سفيره من مدريد. لكن مسؤولين رفيعي المستوى في عواصم عربية وأوروبية قاموا بوساطات للحؤول دون تصعيد الموقف في الأيام القليلة الماضية، ويتبنى المغرب في هذا السياق مقاربة شاملة تركز على درس الملفات العالقة كافة. لكن اسبانيا تنظر بانزعاج الى ابعادها عن ملف الصحراء، بخاصة وقد عهد الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الى باريس وواشنطن الإشراف على تنفيذ الاتفاق - الاطار الذي وضعه الوسيط الدولي جيمس بيكر إطاراً قانونياً وسياسياً في اقتراحات الحل السياسي. ومن المقرر في غضون ذلك، ان يوجه العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم خطاباً الى الشعب المغربي لمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء لعام 1975 يعرض فيه الى تطورات القضية وزيارته الأخيرة الى المحافظات الصحراوية. وكان بيان عن البلاط الملكي اكد ان الملك محمد السادس، الذي ارجأ زيارة الى مدينة السمارة، الحا ضرة الروحية للمحافظات الصحراوية، بسبب هبوب عواصف رملية قوية، بأن الزيارة ستتم في أقرب الآجال.