أبوظبي - "الحياة" - سيطرت أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة وانعكاساتها المالية على الشرق الأوسط والخليج خصوصاً، وعلى الاقتصاد العالمي عموماً، وعلى أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمصارف الذي بدأ أعماله في أبوظبي أمس، على رغم كونه مخصصاً هذه السنة لدرس "مستقبل المصارف والتمويل في ظل السباق الالكتروني". وبرر الدكتور جوزيف طربية، رئيس اتحاد المصارف العربية، ذلك بأن أحداث 11 أيلول وضعت العالم أمام مشهد استراتيجي جديد، لافتاً إلى أن الحرب الدائرة "ضد الإرهاب" حالياً هي في جانب كبير منها حرب "مالية واقتصادية". وقال في مقابلة مع "الحياة" على هامش المؤتمر، إن البنوك العربية ليست مستهدفة أكثر من غيرها، مؤكداً أن العبء سيكون على المصارف الدولية باعتبار أن تسوية المدفوعات بالعملات الأجنبية تجري من ضمن النظام المصرفي القائم في مراكز المال الدولية. وزاد طربية أن التقصير في تمرير الحوالات المالية للمتورطين في العمليات الأخيرة "يقع على النظام المصرفي الغربي"، مؤكداً أن التحقيقات أثبتت أن العمليات جرى التحضير لها في الغرب والمنفذون يقيمون فيه منذ فترة طويلة. وقال طربية إن لبنان تسلم لوائح من الولاياتالمتحدة باسماء أشخاص ومنظمات لها "صلة بالإرهاب"، وان لبنان متعاون على هذا الصعيد، وفق ما هو مطلوب باعتبار أن العملية تجري في إطار الأممالمتحدة. وأكد أن الحملة التي يتعرض لها النظام المصرفي الخليجي تأتي في إطار الحملات التي يتعرض لها النظام المصرفي العربي، على رغم أنه لم يكن اطلاقاً هو الممول أو الذي وقف وراء أحداث 11 أيلول. وبدوره، أكد الدكتور أندرو كيمبل، المدير العام لمؤسسة "موديز" لتصنيف المخاطر في نيويورك، أن أحداث 11 أيلول "أربكت النظام المالي الأميركي" بشكل لا مثيل له، خصوصاً مع اغلاق بورصة نيويورك لمدة أربعة أيام. ولفت إلى أن الأحداث عجلت من وتيرة التباطؤ في الاقتصاد الأميركي الذي بدأ قبل 11 أيلول الماضي، مؤكداً أن موقف عدد كبير من البنوك أصبح حرجاً وصعباً بسبب هبوط ثقة العملاء بها نتيجة الخسائر التي لحقت باستثماراتها في قطاع الطيران والسياحة والعقارات والتأمين. وأضاف ان الأسواق الناشئة عانت بعض الشيء وستزداد معاناتها إذا استمرت الأحداث السياسية العالمية لفترة أطول، مؤكداً أن البنوك العالمية ستصبح أقل رغبة في الاقراض. وقال إن المستقبل في القطاع المصرفي العالمي سيكون على موعد مع قرارات حساسة ذات صلة بالتكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن الانترنت ستشكل مركز التغيير في المؤسسات المالية، ولكنها لن تلغي دور البنوك بالنسبة للعملاء. وأكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولي عهد دبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، في افتتاح المؤتمر، الذي نظمه معهد الإمارات للدراسات المالية والمصرفية، أن هذه التطورات "تدعونا لأن نكون أكثر يقظة واستعداداً للتفاعل الايجابي مع هذه المستجدات والانخراط بقوة وفاعلية في النظام العالمي الجديد". وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ان هذا المؤتمر الذي يعقد مع مطلع القرن الجديد بما يحمله من تحولات في طبيعة النظام الدولي ومقوماته الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، يتطلب من الجميع مناقشة القضايا الاقتصادية من خلال رؤى مختلفة وبعد استراتيجي يتلاءم مع متطلبات العصر ومستجداته. وطالب سلطان بن ناصر السويدي، محافظ مصرف الإمارات المركزي، البنوك الإماراتية والمؤتمر بتطوير أنشطة المصارف لتشمل الخدمات المصرفية الالكترونية والخدمات المصرفية عن طريق الانترنت والاستثمار الالكتروني. وكشف في هذا الصدد أن مصرف الإمارات المركزي تعاقد مع شركة تقنية معلومات عالمية لتركيب نظام جديد متطور لربط شبكات البنوك لتقديم خدمة المعاملات المصرفية الالكترونية عن طريق الكومبيوتر الشخصي في المكتب أو البيت، وخدمة التمويل الالكتروني عن طريق طرفيات البيع في المحلات، وربط أجهزة الصرف الآلي واستبدال النظام الحالي بنظام متطور جداً.