يرفع السد القطري المضيف شعاراً واحداً هو الفوز على حطين السوري بينما تشكل مباراة الأهلي اليمني ومولودية وهران الجزائري اختباراً شبه حاسم للطرفين اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى لكأس ابطال الأندية العربية ال17 لكرة القدم التي تجرى في الدوحة وتستمر حتى 10 كانون الاول ديسمبر المقبل. والمباراتان مهمتان للفرق الاربعة بعد النتيجتين اللتين أفرزتهما الجولة الأولى. وتبدو مهمة السد واضحة جداً لان لا بديل أمامه سوى الفوز، وإلا ستضعف آماله كثيراً في إمكان المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل ،خصوصاً أنه دخل البطولة مرشحاً بارزاً لإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخ الأندية القطرية. ولم يكن اعتبار السد أبرز المنافسين على اللقب لأن البطولة تقام على ملعبه وبين جمهوره فقط، بل لأنه يضم عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب القطري فضلاً عن ثلاثة محترفين افتقدوا الى الانسجام المطلوب في المباراة الأولى، وهم المغربي بوشعيب المباركي والإيراني كريم باقري والنيجيري جون أوتاكا. وكشف أداء لاعبي السد في افتتاح "عربي 17" عدم انسجام في الخطوط وغياب التفاهم بين باقري والمباركي وأوتاكا، وعلى رغم تسجيل الايراني هدف فريقه الوحيد في الوقت بدل الضائع من لعبة رأسية، ولم يقدم ما يشفع لاسمه اللامع من منتخب بلاده. كما أن أوتاكا كان عصبياً وافتقد خطورته المعهودة ونال إنذاراً نتيجة تدخله بخشونة ضد أحد اللاعبين اليمنيين، ولم يتمكن من الإفادة من الكرات التي سنحت له أمام المرمى، في حين أن أداء المباركي كان عادياً مع أنه سدد بعض الكرات باتجاه المرمى، لكن عابه عدم تحرّكه السريع لايجاد مساحات خالية. ويتعين على مدرب السد الروماني ايلي بلاتشي ايجاد الخطة المناسبة لاستغلال قدرات لاعبيه خصوصاً أن فريقه كان مسيطراً نسبياً على الكرة لا سيما بعد دخول فهد الكواري ومحمد غلام في الشوط الثاني اللذين زادا الضغط في وسط الملعب. كما إنه مطالب بإعطاء تعليمات واضحة الى لاعبي خط الدفاع لان أخطاء فادحة حصلت في المباراة الأولى كان يمكن أن تثمر عن أكثر من هدفين جلّها من الهجمات المرتدة السريعة، وهو يقول: "لم أتوقع أن يلعب السد بهذا المستوى السيىء ويحقق هذه النتيجة على الاطلاق، واعتقد أن سبب ذلك هو الغرور الزائد الذي أصاب اللاعبين، لكن هذه هي كرة القدم"، مضيفاً "لدينا أمل لتغيير طريقة الاداء". وتابع "لا أرى أن خط الدفاع هو سبب الخسارة فقط بل إن هناك اسبابًا أخرى أيضاً، سنصحح الأداء ونعاود الانطلاق". من جهته، يدخل حطين المباراة بوضع مشابه ويدرك مدربه عبد النافع حموية جيداً أن خسارة ثانية تعني توقف مشواره عند الدور الاول فقط، ولذلك من المتوقع أن يقدم الفريق السوري أفضل ما لديه وأن يلعب بالطريقة التي خاض فيها الدقائق الاخيرة من مباراته مع مولودية وهران لمنافسة صاحب الارض. وفشل حطين في التسجيل من محاولات عدة سنحت له أمام المرمى عبر بشار سرور وزياد شعبو وأحمد التركماني وسليم جبلاوي، وهي نقطة يجب إيجاد حل لها أمام السد إذا أراد الفريق المضي قدماً في المنافسة. وقال المدرب حموية "واجهنا فريقاً أفريقياً كنا نجهله تماماً، كما أن خط دفاعنا لم ينجح في بناء الهجمات". واعتبر أحمد محمد مدافع حطين أن الخسارة كانت وليدة سوء الحظ. أجواء حسم وفي المباراة الثانية بين الأهلي ومولودية وهران، ستكون المواجهة شبه حاسمة للفائز منهما لانه سيقطع شوطاً كبيراً نحو التأهل لنصف النهائي. وقدم ألاهلي اداء لافتاً أمام السد، ولا شك أن الفوز سيرفع كثيراً من معنويات لاعبيه لتكرار ما فعلوه أمام الفريق الجزائري، وهم قادرون على ذلك إذا لعبوا بالطريقة ذاتها خصوصاً في الهجمات المرتدة السريعة التي قد تكون عاملاً حاسماً في المباراة بعد الثغرات الدفاعية التي ظهرت لدى مولودية أمام حطين. ولدى الأهلي ورقة رابحة جداً تتمثل بالثنائي الخطير في خط المقدمة المؤلف من علي النونو والسوداني طلال أحمد صاحب هدفي الفوز على السد، كما أنه يضم محترفين آخرين هما العراقي محمد سعدي والاردني فادي المصري. وكان مدرب الاهلي سعد يونس واقعياً حين قال: "لم يكن فريقنا مهيأ للمشاركة في البطولة، ولكن اللاعبين قدموا مباراة قمة أمام السد الذي عانى من الغرور"، مضيفاً "هناك عوامل عدة كانت وراء فوزنا منها مراقبتنا لاعبي السد جيداً والتنظيم الدفاعي، كما أن الهدف الذي دخل مرمانا كان من خطأ حارس المرمى مع أنه أدى مباراة جيدة". وقال السوداني أحمد: "بعد تسجيلي الهدف الثاني سعيت الى تحقيق الثلاثية لكن الوقت لم يساعدني كثيراً"، واعتبر الفوز "الاحلى بالنسبة له لانه تحقق على فريق مثل السد الذي يضم محترفين دوليين"، وأضاف: "شاهدنا مباراة وهران وحطين، ونعد جمهورنا بالفوز على الفريق الجزائري". في المقابل، يسعى مولودية الى عدم تفويت الفرصة وانتزاع النقاط الثلاث من الاهلي قبل المواجهة الأخيرة له في الدور الاول مع السد التي قد لا تكون سهلة لان صاحب الارض لا يريد إهدار أي نقطة. ويملك الفريق الجزائري مؤهلات المضي في المنافسة بفضل نخبة من اللاعبين المحليين أمثال فارس العوني وزروقي سيد أحمد اللذين سجلا الهدفين في مرمى حطين، فضلاً عن حدو مولاي وداود بو عبدالله أخطر لاعبي الفريق في مباراته الأولى ومشري بشير. واعتبر المدرب عمران عبد القادر أن "البداية جيدة على رغم أن المباراة لم تكن سهلة"، فيما أوضح اللاعب حدو مولاي أن فريقه "استحق الفوز لكنه لا يعني التأهل بل يجب التركيز أمام الاهلي والسد أيضاً". من جهته، أعلن محمد العوني قائد مولودية أن فريقه سيلحق الأهلي بحطين "لن نتنازل عن الفوز مطلقاً، نحن واثقون من حصد نقاط المباراة، وماضون قدماً الى انتزاع اللقب". وكان الأهلي اليمني حقق مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه على السد القطري 2-1، وسجل الإيراني كريم باقري 90 هدف السد، والسوداني طلال أحمد 67 و76 هدفي الأهلي. وأجري قبل المباراة حفل افتتاح مبسط حضره الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية ونائبا رئيس الاتحاد العربي للعبة الشيخ نواف بن فيصل بن فهد والشيخ عيسى بن راشد، والشيخ جاسم بن حمد بن جاسم آل خليفة رئيس اللجنة المنظمة ورئيس نادي السد. ولم يرق الشوط الأول الى المستوى المطلوب خصوصاً من السد الزاخرة صفوفه بالنجوم، ولم يتغير السيناريو كثيراً في الشوط الثاني. وفاز مولودية وهران على حطين 2- صفر، وسجل هدفيه سيد أحمد زروقي 7 وفارس العوني 52. وتصدر مولودية وهران الترتيب برصيد ثلاث نقاط بفارق الأهداف عن الأهلي، يليهما السد وحطين من دون نقاط. جاءت المباراة متواضعة المستوى من الفريقين ولم تشهد لمحات فنية تذكر خصوصاً أنهما لعبا من دون لاعبين محترفين. وكان الفريق الجزائري الطرف الأفضل في الشوط الأول، وحاول حطين الضغط منذ بداية الشوط الثاني لإدراك التعادل. من جانبه، أعرب الأمير نواف بن فيصل عن سعادته لتواجده في الافتتاح وقال :"أنقل لكم تحيات الأمير سلطان بن فهد، وهذه البطولة تحمل اسماً عزيزاً على الجميع هو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله الذي خلّد في نفوسنا أثراً كبيراً، وترك بصماته في الرياضة العربية لأكثر من 30 عامًا، وأتمنى التوفيق للفرق المشاركة".