ناقش المستشار الالماني غيرهارد شرودر مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس محاربة الارهاب وأزمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. وقال وزير الخارجية أبوبكر القربي الذي يرافقه في جولته الأوروبية ل"الحياة" ان "الهواجس والمخاوف الاميركية ستتحكم في النهاية بالقرار الذي ستتخذه واشنطن تجاهه". وتزامنت زيارة الرئيس اليمني برلين مع خطف احدى القبائل رجلاً ألمانيا في صنعاء. وذكرت مصادر المانية ان وجهات النظر كانت متوافقة بين شرودر وصالح حول ضرورة محاربة الارهاب والتحذير من نقل العمليات العسكرية الجارية في افغانستان الى دول اخرى مثل العراق. وشكر صالح الحكومة الالمانية على موقفها هذا محذراً من تصديع جدار التحالف الدولي، كما شكرها على الجهود التي بذلتها في الأشهر الأخيرة من خلال وزير الخارجية يوشكا فيشر لإعادة تحريك أزمة الشرق الأوسط، ودعاها الى الاستمرار في هذه الجهود. وأضافت هذه المصادر ان صالح اطلع شرودر على نتائج زيارته الى واشنطن واجتماعه مع الرئيس جورج بوش وعلى الخطوات التي اتخذتها اليمن في مجال محاربة الارهاب بالتعاون مع الاجهزة الأمنية المختلفة بما فيها الاجهزة الالمانية. واكد المستشار الالماني دعم بلاده المستمر لليمن، على الصعيد الانمائي، واعداً بدرس جدي لطلب صنعاء قرضاً طويل الأجل. وفي تصريح الى "الحياة"، قال القربي ان لدى الادارة الاميركية "هواجس ومخاوف ستتحكم في النهاية في القرار الذي ستتخذه تجاه العراق". وأشار الى قول صالح ان واشنطن لم تتخذ بعد قراراً بضرب العراق، أي انها "ما زالت تدرس العلاقة بين الاحداث التي وقعت في بلادها وبغداد، وربما قضية المفتشين الدوليين والسماح لهم بالعودة، وكذلك الاسلحة الكيماوية والبيولوجية". واضاف ان الموقف العربي والاسلامي والأوروبي ضد توسيع نطاق مكافحة الارهاب الى خارج افغانستان وضد ضرب العراق. وتساءل: "هل يعني ذلك ان الولاياتالمتحدة تنفذ تهديدها؟ من الصعب التنبؤ، واعتقد بأنها اذا اقتنعت لسبب أو لآخر بضرب العراق فلربما تجاهلت، كما فعلت في الماضي وجهات النظر المعارضة". وقال القربي ان الاجهزة الأمنية الاميركية لم تقدم، حتى الآن معلومات الى السفارة اليمنية عن عدد الموقوفين اليمنيين. وبالنسبة الى الذين اعتقلوا في المانيا قال انهم دخلوا بجوازات سفر مزورة وتم الافراج عنهم باستثناء حالة واحدة تتعلق بالفار رمزي بن الشيبه الملاحق للاشتباه بعلاقته ب"خلية هامبورغ" الارهابية. الى ذلك، أعلن مصدر في الشرطة اليمنية خطف الماني ليل الاربعاء - الخميس في صنعاء. وقال المصدر نفسه ان الالماني الذي لم تعرف هويته خطفه من وسط صنعاء مسلحون من قبيلة بني ظبيان ونقلوه الى منطقة خولان على بعد 100 كلم شرق العاصمة. وقال مسؤول في شركة مرسيدس للسيارات في صنعاء فضل عدم الكشف عن هويته ان الالماني المخطوف هو مدير القسم التقني في الشركة. وأضاف ان الرهينة في الخمسينات وانه خطف بينما كان يترجل من سيارته أمام مقر اقامته في "الحي الديبلوماسي" في صنعاء. ولم تعرف بعد مطالب الخاطفين. واكد متحدث باسم السفارة الالمانية في صنعاء عملية الخطف، ولكنه لم يعط اي تفاصيل.